الأردنيون والخميس وشجرة الحرية
يظلم بعضنا الخميس، وما علموا أن العرب أكرمته ليكون بمعنى الجيش حتى قال اليهود في خيبر مولولين «محمد والخميس».
وأقول لكم من أعماقي وأعماق كل حر من يسقي شجرة الحرية، والتحرر، والشهامة، والسيادة، والاستقرار أيها الأردنيون؟
وأحذركم وأحملكم المسؤولية الوطنية التاريخية إنْ خذلتموها لتموت وإنّها أمانة...
انتهت الامطار وطاردت الشمس بقية الرطوبة التي تحافظ على نضارة الشجرة، فأدركوها قبل أن تضعف فتهاجمها القوارض والآفات التي تشحذ أسنتها، وتتلمظ على عداوة الشجرة أو الخميس أو تجمع الخيارى والأحرار.
الشجرة واجهت وتواجه الجدب والعواصف من 2011 على الأقل، ولا زالت تقاوم وستقاوم.
فهل ترووا شجرة الحرية بمادة الحياة وهي لا تتغذى إلا بمادة واحدة وبماء واحد.
إنّها تريد منكم صدقاً في الموقف، وتجرداً من الهوى، ووضوحاً في الرؤية، وهمّة عالية، ووطنية جادة، وخروجاً من مرحلة التردد والمراقبة والاكتفاء بالتأفف، والحديث في الغرف المغلقة.
إنّ شجرة الحرية الأردنية لا تتغذى بالهواء الملوث بإعلام مشوه ولا بماء ملوث مسموم.
إنَّها تعيش بالأنفاس الوطنية الطاهرة في الفضاء، التي يطلقها الأردنيون والأردنيات في الساحة المحاصرة حتى الآن على مقربة من الدوار الرابع.
لسنا أحرص منكم أيها المواطنون جميعاً، ولكن..
حطمـــوا قيــد الكســل
حــطموا قــــيد التــردد
واهجروا فقـــه العبيــد
إنّي اقرأ في وجوه الصابرين المصابرين المرابطين على الدوار الرابع الذين أراهم كل خميس وللأسبوع الثالث والعشرين الألم والعتب على نظرائهم ورفاقهم في الأحزاب والنقابات، وآبائهم وأساتذتهم ومعلميهم، إنهم يبحثون عنكم في كل مكان أين أنتم؟!
أين سائد، أين رائد، أين حامد، أين ثابت، أين غيث، أين ليث، أين بادي، أين حكمت، أين موسى، أين عيسى، أين أحمد، أين أين....
فلا تخذلوا وطنكم وحاضركم ومستقبلكم، ولا تتركوا شجرة الحرية تذبل أو تموت والتاريخ شاهد.
وسنرى أحراركم الخميس لنرى الأمل، وعسى أن لا نفقد في المشهد الوطني كل من يحب الأردن.
يناديكم صوت الوطنية، صوت الاخوة، صوت الضمير، صوت الأجيال.
يناديكم رفاقكم، إخوانكم، زملاؤكم، لقد انتهت إجازتكم يا أهلنا.
يناديكم صبري، وطه، ومعاوية، وأحمد، ومعين، وحماد، وعلي، وسلمان، ونياز، وهند وزيد، ورامي، وعلاء، وخالد، وهدى، ويوسف، وأبو ردنية، وسفيان، وبلال، وأمل، ورلى، وأنا معهم وبقية الاحرار الذين يحرصون على الراية مرفوعة والشجرة باسقة.
السبيل - الثلاثاء 30-4-2019