ألمانيا والعراق وعقد شركة سيمنز
يضيف العقد الموقع بين الحكومة العراقية وشركة سيمنز الالمانية 11 ميجاوات الى شبكة الكهرباء العراقية، وبكلفة ستفوق الـ 14 مليار دولار؛ ما يعني ان المانيا باتت واحدة من اكبر المستثمرين في العراق بعد زيارة رئيس الوزراء العراق عادل عبد المهدي الى المانيا ولقائه انجيلا ميركل.
العراق يمثل سوقا ضخمة وهو يتجه بقوة نحو تطوير البنية التحتية، ويملك امكانات هائلة تسمح له بذلك، وكلما تعزز الاستقرار في البلاد وتراجع خطر الارهاب والصراعات المسلحة ازدادت الفرص الاستثمارية وتسارعت معدلات النمو في البلاد بشكل مذهل.
نمو سيتعاظم في حال تراجع منسوب الفساد في البلاد؛ فالمعركة الحقيقية والتهديد الاكبر للعراقيين هو الفساد وليس الارهاب، خصوصا انهم مقبلون على حقبة تنموية مهمة؛ فإما ان ينجحوا في تجاوز عقدة الفساد او ان يغرقوا فيها مرة اخرى لتعود البلاد الى المربع ذاته الذي بدأت منه قبل اندلاع المواجهة مع تنظيم الدولة داعش؛ فالأولوية تذهب نحو محاربة الفساد باعتبارها الورقة الرابحة التي تجنبه الفوضى وتمكنه من الحد من تنافس القوى الاقليمية والدولية؛ فالفساد هو الاختراق الحقيقي والمرض العضال.
الاهتمام بالسوق العراقية لم يقتصر على القوى الدولية بل ودول الجوار كتركيا وايران والاردن وسوريا والكويت والسعودية التي تتنافس بقوة للانفتاح على السوق العراقي؛ اذ اعلنت السعودية عن مساعدات سخية للعراق اثارت جدلا ولغطا كبيرا في البلاد تبعها اعلان رئيس الوزراء العراقي في اعقاب زيارة وزير الخارجية التركي جاويش اوغلو ضرورة احياء سكة حديد (البصرة - كركوك -قونيا – اضنة) وصولا الى القارة الاوروبية.
في المقابل فإن ايران ترى في العراق متنفسا مهما في ظل تشديد الولايات المتحدة الامريكية العقوبات عليها مقابل احتفاظ العراق بميزة الاستثناء من العقوبات الامريكية، الا ان المشروع الالماني يهدد خطط ايران لتصدير الكهرباء الى العراق والتي صرح بها روحاني اثناء زيارته الاخيرة الى بغداد.
المنافسة قوية على السوق العراقي وموارده الغنية بالنفط، والفرصة كبيرة للعراقيين ليخرجوا من مأزقهم الذي عانوا منه اكثر من 40 عاما ما بين حروب وحصار وصراعات داخلية دموية وتجاذبات اقليمية ودولية مدمرة؛ فاستقراره بات ركيزة مهمة للاستقرار والنمو في الاقليم بأسره، فهل ينجح العراقيون في تخطي عتبة الفوضى وتخطي عتبة الممانعة الاقليمية والدولية التي يشوبها الصراع والتنافس على النفوذ في بلاد ما بين الرافدين، إنه سؤال كبير ومهم.
السبيل - الخميس 2-5-2019