رمضان شهر القرآن
يقول الله تعالى في كتابه العزيز: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبيّنات من الهدى والفرقان) مما أسس لارتباط شهر الصوم مع القرآن الكريم، ومما عزز هذا الارتباط ما روى البخاري في صحيحه بسنده عن ابن عباس قال: « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة فكان جبريل عليه السلام يقرأ والنبي يسمع حينا، والنبي صلى الله عليه وسلم يقرأ وجبريل يسمع، حتى كان العام الذي توفي فيه الرسول صلى الله عليه وسلم فعارضه جبريل بالقرآن مرتين».
وإذا علمنا أن أجر تلاوة القرآن عظيم، كان ذلك دافعا لنا للإقبال على تلاوته في هذا الشهر المبارك، فعنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ».
والقرآن الكريم يقسّم إلى ثلاثين جزءا، فإذا قرأ الصائم في كل يوم جزءا ختم كتاب الله في نهاية الشهر، وذلك أضعف الإيمان، والجزء من القرآن للقارئ غير المتمرس يأخذ نصف ساعة تقريبا، فكيف يبخلُ أحدنا على نفسه بنصف ساعة لكتاب الله، بينما مباراة لكرة القدم تأخذ تسعين دقيقة، وأي مسلسل يأخذ 45 دقيقة.
كان سلفنا الصالح يتسابقون على تلاوة القرآن في شهر رمضان المبارك، حتى إن بعضهم يلغي دروس العلم، ويقول: رمضان للقرآن، وكان أحدهم يختم القرآن في التراويح، كما يختمه خارج الصلاة، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
الدستور - الأربعاء 8 أيار / مايو 2019.