مرفوض بالثلاث
يتحدث «الفلو» جاريد كوشنير مستشار الرئيس الامريكي ترامب وصهره، عن جهد كبير بذله استمر عامين كاملين، وهو يدرس بالقضية الفلسطينية ويبحث عن حل مناسب لها من اجل انهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، واخيرا اهتدى الى الحل السحري، الذي يراه مناسبا ولا يوجد افضل منه، وهو تجريد الشعب الفلسطيني من حقوقه السياسية وارضه وقدسه وعودته، ومنح فلسطين التاريخية للاحتلال الصهيوني واقامة الدولة اليهودية احادية القومية فيها على انقاض الشعب الفلسطيني، ولانه صهر تاجر وابن تاجر يعتقد ان المال يمكن ان يكون ثمنا لكل شيء، ولذلك يبشر بوضع اقتصادي افضل للشعب الفلسطيني مقابل تصفية قضيته وحقوقه التي يناضل من اجلها منذ اكثر من قرن.
هذه الافكار الاحتلالية التي لا تستحق القراءة ولا الاستماع اليها ولا الاهتمام بها، ولا التعامل معها، جمعها كوشنير في قصة خرافية اسماها صفقة القرن، وبدأت الادارة الامريكية والاحتلال الصهيوني بتطبيقها على الارض فورا ومن جانب واحد، متجاهلين الشعب الفلسطيني والامة العربية والمجتمع الدولي بأسره، والاغرب من ذلك انهم ما يزالون يتحدثون عن مواعيد لاعلان الصفقة، مع انهم انهوا كل شيء من طرف واخد ولم تعد هناك مواضيع او قضايا للحديث عنها معهم .
لكن ..اذا هم اغمضوا عيونهم ليصدقوا انفسهم بأنهم لا يرون الشعب الفلسطيني، فان هذا الشعب وقيادته يرفضون كل ما صدر ويصدر وسيصدر عنهم، لان هذا الشعب هو الذي يملك القول الفصل والكلمة الفاصلة، لانه صاحب الحق، وبدون ارادته وموافقته، على كل خطوة وكلمة وقرار وخيار ومبادرة ومشروع، فان كل ما يطلقه ويعلنه ويتحدث عنه كوشنير وادارته المتصهينة، عبارة عن بلالين سوف تنفجر في الهواء دون اي فعل او تأثير او قيمة .
المواقف والردود العربية والاسلامية والدولية على الصفقة الامريكية واضحة ومعروفة، تتلخص بكلمة واحدة، الرفض، لصفقة كوشنير وترامب، وكل ما صدر عن الادارة الامريكية من قرارات واجراءات بشأن القضية الفلسطينية وخاصة القدس، لكن ادارة ترامب تمضي في تصهينها، وتنفيذ مشروعها التصفوي للقضية الفلسطينية تحت غطاء وهمي تسميه صفقة القرن.
كل رسائل الرفض الفلسطينية والعربية والاسلامية والدولية، ومقاطعة القيادة الفلسطينية الشاملة للادارة الامريكية، لا تثني حتى الان، ادارة ترامب عن الاستمرار والمضي قدما في مشروعه التصفوي، الذي يهدد بالاعلان عنه في وقت قريب منتظرا انتهاء نتنياهو من تشكيل حكومته الارهابية، وليس انقضاء شهر رمضان المبارك كما يعتقد البعض، ورغم قبول ترامب بأن يكون موظفا في دائرة طابو نتنياهو، والقيام بنقل سجلات القدس والجولان على اسم الاخير، واستعداده للقيام باجراءات اخرى مماثلة في الضفة الغربية وغيرها حسب طلبات نتنياهو، فان رفض الحملة الامريكية على القضية الفلسطينية بهذا الاجماع يعني فشلها جملة وتفصيلا، لكن لانها مؤامرة تصفوية لا يعني ادارة ترامب رفضها والتصدي لها .
وتأكيدا لصهيونية ترامب وادارته، فقد اعتنقت ابنته زوجة كوشنير اليهودية وتخلت عن ديانتها المسيحية، علما بأن كوشنير يهودي صهيوني مستوطن متطرف، عميق العداء للشعب الفلسطيني.
الدستور - الأربعاء 8 أيار / مايو 2019.