رسالة الغاز
بشرنا دولة الدكتور عمر الرزاز بأن هناك بوادر لاكتشافات جيدة من الغاز في منطقة الريشة.
الحديث عن الغاز بالذات له دلالات مهمة داخليا وخارجيا.
نعلم أن فاتورة الطاقة تشكل نسبة كبيرة من العجز الذي تعاني منه الموازنة، كما تشكل نسبة من المديونية العامة، خصوصا فيما يتعلق بشركة الكهرباء. وهذا يعني أن وضع الموازنة العامة يمكن أن يتحسن إذا صدقت التوقعات بشأن كميات الغاز؛ فهذا يعني أن كلفة توليد الطاقة الكهربائية ستنخفض، ما قد يشجع الحكومة على تخفيض التعرفة الكهربائية، خصوصا على القطاعات الصناعية والزراعية، ما قد يحفز تلك القطاعات، ويزيد تنافسيتها داخليا وخارجيا، ما سيعود على الخزينة وعلى الاقتصاد بفوائد جيدة.
داخليا فقد تكون رسالة إلى أن الأوضاع الاقتصادية الضاغطة يمكن أن تشهد حلحلة، وعلى الذين يعولون على الضغوط الاقتصادية في تحريك الشارع ضد السياسات الحكومية أو ضد الحكومة ذاتها عليهم أن يتريثوا.
خارجيا وهو الأهم، فقد يعني أن الأردن سيكون أكثر قدرة على رفض الضغوطات سواء جاءت من الأشقاء أم الأصدقاء في العديد من الملفات، لعل أبرزها «صفقة القرن».
وقد تكون رسالة للكيان الصهيوني فيما يتعلق باتفاقية الغاز؛ فوجود الغاز سيزيد الضغوط الشعبية على الحكومة لإلغاء صفقة الغاز مع العدو الصهيوني، حيث يصبح لا مبرر اقتصادياً لها.
نأمل أن تتحقق بشارة الدكتور الرزاز، وأن لا تكون مجرد تمنيات، أو تصريحات لغايات إشغال الرأي العام.
السبيل - الأربعاء 8/مايو/2019