الإنسان المهمش... وصرخة الاستغاثة !!!
كل الدول المتحضرة تسعى لابراز قيمة الانسان، ولقد اقرت من اجل ذلك القوانين والتشريعات العديدة، كذلك ابراز الاوضاع السلبية التي تقف ضد تحقيق تلك القيمة وتعرقل الوصول اليها، وبالتالي تهميش فاعلية الانسان واستثمار طاقاته وامكانياته العملية والذهنية والفكرية، فهناك الانسان المهمش الذي يصارع القوى المضادة له التي خطفت الحياة والعيش الكريم منه، فهناك العديد من الشواهد والصور التي لا تجامل ولا تحابي اية رقابة فهي تعرض الانسان في لحظات ضعفة ويأسة وبؤسه وانكساره فهي صورة ترسم انسانية الانسان حينما تتعرض للمهانة والذل او العزل او الشطب او الكبت .
لكنه رغم كل ذلك فهو موجود لا يمكن حذفه بشكل مطلق بعيداً عن المثالية او السوبرمانية بالاعلام التي تخلق بطولات مزيفة لجمعيات ومنظمات والعديد من الجهات، وكلها مزيفة ترسم صور جميلة سرابية حلمية غير قابلة للتحقيق ولا يمكن الايحاء بحقه ووجوده ان لم نكتب ونوصف شدة بؤسه الذي يهدده من اجل السعي الى تلافي كل ذلك .
وان نعري كل المعوقات والعوامل المضادة للانسانية حتى لا تتمكن قوى الشر منه في ظلمات الانحراف الفكري والوهن النفسي والذهني، بل نسعى به الى عالم الخير والحب والعطاء وحتى لا نبقى متفرجين على ما يجري له وغير مشاركين بالعمل والعطاء ومد يد العون، فهذا الانسان المهمش له دوماً صرخة وهي صرخة استغاثة لا يسمع لها احد لانه لا احد يقيم الحقائق عن واقعة اما خوفاً من المسؤولية أولا يجد ما يقدمه او منع من العرض فهذه صرخة انسان مهمش في جو من الصمت نتبينها في الوقت الذي فيه الغيوم ملبدة زاحفة فهناك ازمة وجود وهناك قهر بعد ان اصبح العالم قرية بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي والتي تمارس بعضها السادية .
فهناك سياسات فوقية تمارس بحق الانسان المهمش عندما يطالب بحقوقه فيتحول الصراخ الى ألم او احتجاج فينزل الى الساحة حتى لا يقمع حقه ايضاً في الكلام ضمن الضوابط الاخلاقية والوطنية، فهو يعاني من جراحات وخدوشا وكسورا في معيشته كلها دلائل على معاناته وكلنا يتساءل هل يمكن ان نرحم ارادة انسان لم تعد تربطه بالحياة اي رابطة وهل ستبقى ارادة التعبير المتزن الملتزم تلقى التشويه حتى يتحول الاحتجاج الى انحراف فكري ولغوي تختزل المطالب الحقة في زوبعة فنجان صغير وتفقد حينها فاعلية الصوت وهل بامكان الجهات المعنية رسمية وخاصة ان تروض الحياة لهم وبالتالي تروض احبالهم الصوتية ان الصمت الاجباري هو احد الاسلحة التي تقلص مساحة الوجود للانسان المهمش الذي لا احد يدرك فاعليته، وحتى لا يبقى الرفض داخلياً نفسياً يتحول الى كبت وعنف وانحراف .
فالحياة قاسية والهرب من الواقع الحقيقي والحقائق يعني استسلاماً وانهزاماً، وهذا ما يغذي حالة الصراع والعنف باشكاله والانحراف بانواعه والصوت العنيف عنف في التعبير بسبب ردود الفعل على ذلك التهميش، فليس هناك من يسعى الى كبت هذا العنف وترويضه فهو يعتبر نفسه انسانا مؤجلا عن تحقيق ذاته ووجوده ومغيباً عن قصد، ولا يريد ان يستسلم لهذا الوضع المصنوع من ايدي خفية سلبت حقوقه بفسادها وتجد من المسؤولين من يبث لهم اشعة امل مزيفة بوعود مؤجلة فلقد اصبح هؤلاء المهمشون احجارا هامشية في البناء الضخم الذي تشكلت بواسطته رموز وشخصيات ورجال اعمال حققت ذاتها الجشعة وما زالت تسعى الى المزيد فهي لا زالت تسعى الى اهدافها الانانية من خلال تأجيل التنمية في تلك المناطق الاقل حظاً والمهمشة والفقيرة، وبالتالي اجلت انسانية هؤلاء الشباب واجلت معها اهدافهم واحلامهم وبات شبح الجوع يهددهم وتلغي ابتسامتهم وتشطب رغباتهم في تكوين بيت صغير هادئ واداء طقوس الحياة اليومية .
فلا يمكن بأي حال من الاحوال ان يختزل الوطن ببضعة اشخاص مع اتباعهم يحققون كل ما يشاؤون من نعم وملذات مقابل تأجيل الآف الشباب من اثبات وجودهم في الحياة وفي وطنهم، وهم كلهم ولاء وانتماء لقيادتهم الهاشمية التي لا يختلف عليها اثنان وجلالته دوماً يوجه الفريق الوزاري والقطاع الخاص لان يتحملوا مسؤولياتهم لتحقيق التنمية في تلك المناطق، ويعطي توجيهاته لاعطاء الشباب الاهتمام الاكبر في كافة المجالات، بل دوماً جلالته يزور تلك المناطق سعياً لتحسين اوضاعهم لكن هناك من يحبط كل الجهود الرامية الى ذلك بحجج وهمية بطالة .
فهناك قوى رجعية سوداء تهدر حقوق الانسان وتنكر انسانيتهم ولا تسعى الى رفع قيمتهم الانسانية، لا بل تسعى الى وصفهم بالزعران والمنحرفين وتجار المخدرات حتى يتم قمعهم وسجنهم، وعدم ايصال صوتهم ومطالبهم لاصحاب القرار .
انه كلام ثقيل على النفس لكن كان لا بد ان نقوله وعلى كل مسؤول اياً كان موقعه ان يتحمل المسؤولية تجاه ذلك لان سلامة الوطن وامنه واستقراره هو اهم من كل ذلك، وتعزيز الولاء للقيادة الهاشمية اهم منهم كلهم وتعزيز الانتماء اهم منهم كلهم، فالوطن اولاً واخيراً، ولكافة اجهزتنا الامنية الشكر والثناء على تفهمهم لكل ما يجري وتعاملهم الحسن المثالي الاخلاقي مع كل من يريد ان يعبر عن رأيه بكل اتزان وعقلانية واخلاقية ووطنية .
حمى الله هذا الوطن في ظل قيادته الهاشمية الحكيمة .
الدستور -