الحراكات والشعارات الجذرية
في الآونة الاخيرة، تحديدا في المحافظات، المناطق التاريخية لدعم النظام الاردني، ظهرت حراكات اصلاحية مناطقية لا تتردد في طرح شعارات جذرية.
الملك في رسالته الجدلية لمدير المخابرات الجديد، استهدف الشعارات الجذرية، ووصفها بالتعدي على الدستور، مما يفسر الاعتقالات الاخيرة في حراك بني حسن، وقد يفسر تكليف سلامة حماد بحقيبة الداخلية.
بعيدا عن قصة الحريات التي قد نختلف في مدى وجاهة اسقاطها على الشعارات الجذرية، نحتاج ان نفهم لماذا يتم انتاج تلك المواقف في تلك المناطق.
اتفهم ان الناس في ضيق اقتصادي، وان ثمة قناعة عندهم باستشراء الفساد، وان القوى التقليدية في المحافظات مهادنة ومتصالحة مع الانعطافات السلبية للواقع، وتصطف مع الرسمي في مواجهة الحراك.
لكن، يبقى سؤال: لماذا الشعارات الجذرية التي تمس بنية النظام السياسي، وتنال من اعلى مستوياته، لماذا تغيب الوسطية في طرح مطالبات الاصلاح ومحاربة الفساد؟
هذه الحراكات، الجذرية، التي نمت وترعرت في قواعد دعم النظام الاردني، هل ترغب فعلا بإعادة توزيع الثروة والسلطة، وهل تدرك كم ستضرر اعماقها الاجتماعية جراء ذلك؟
ام ان تلك الشعرات الجذرية، مقصود منها، مجرد استعادة العاصم الاخلاقي للدولة «مشروع وصفي التل»، وهل يحتمل المشروع تلك السقوف والمواقف.
من يراقب بموضوعية، يرى ان تلك الحراكات لم تتمكن من احداث اختراق كبير على المستوى السياسي او الشعبي، ولعل ذلك يفسر بعض التشدد في الخطاب والفعالية.
لكن لماذا تهتم الدولة وتعتقلهم، هل تشعر بتنامي قوتهم، اشك بذلك، وهل روافعهم الاعلامية «معارضة الخارج» عجلت باستهدافهم، كل ذلك محتمل ويحتاج لمزيد من النظر.
ما افهمه ان الدولة قررت التعامل مع الشعارات الجذرية بخشونة، لكن يبقى السؤال الكبير: لماذا تتركز تلك الشعارات في مناطق دعم النظام التاريخية، كم ستتمكن القوى التقليدية من كبح جماحها، واين ستصل الامور؟
السبيل - الخميس 16/مايو/2019