هل يكون «حفتر» السودان؟
أصبح الأكثر شهرة وتأثيرا في السودان بعد أن لمع سمه بعد الإطاحة بالرئيس السوداني عمر البشير في نيسان الماضي، ولم يكن معروفا للكثيرين في الوطن العربي والعالم.
كان يد البشير التي يضرب بها خصومه ومعارضيه، وفي ظل الحكم العسكري «المؤقت» بات رقما صعبا بحكم موقعه كنائب رئيس المجلس العسكري الحاكم.
رفض الفريق محمد حمدان دقلو الذي لقبه البشير بـ»حميدتي» في البداية المشاركة في المجلس العسكري، لكن هذا الرفض لم يستمر إلا يومين، بعدها وافق تاجر الإبل السابق على أن يكون الرجل الثاني في السودان بعد البشير، وربما الأول.
عمل «حميدتي» بالتجارة في مدينة مليط في عام 1989، وهو نفس العام الذي قاد فيه البشير انقلابه العسكري.
وبقي يعمل في التجارة المنقولة ثلاث سنوات، حتى حققت تجارته وأعماله نجاحا بين السودان وتشاد ودارفور وجنوب ليبيا.
بعد انقلاب الأوضاع في دارفور، وحدوث تمرد من حركات مسلحة، حمل «حميدتي» وبعض أقرانه من قبيلة الرزيقات السلاح ضد حركات التمرد لحماية قطعان الإبل التي يملكها.
وسعى «حميدتي» لإضفاء صفة قانونية على وضع جنوده ونجح في ذلك بعد زيارة إلى الخرطوم، حيث استحسن الجيش فكرة وجود قوات مساندة له لمحاربة حركات دارفور.
وعين «حميدتي» قائدا لـ»قوات الدعم السريع» برتبة فريق أول، وهي قوات خاصة يغلب عليها أبناء قبيلته، وورد اسم هذه القوات في تقارير دولية ومنظمات حقوق الإنسان ضمن ما يعرف بمليشيا «الجنجاويد».
مع بداية الحراك استدعى البشير بعض قوات «حميدتي» لتأمين العاصمة الخرطوم من أي اضطرابات، فيما حاول «حميدتي» كسب ود البشير أكثر والتقرب منه عندما ألقى القبض على عدد من المتظاهرين ونشر قواته في الخرطوم والتي استغلها فيما بعد في الإطاحة بالبشير.
كما كان أحد القادة الذين طالبوا البشير بالرحيل وابلغوه بقرار تنحيته.
لكن «حميدتي» عاد وتنكر للبشير حين ظهر في مقطع فيديو وقال إن البشير أمره بالتعامل الخشن مع المتظاهرين وقتل الآلاف منهم حتى لو وصل الأمر إلى قتل ثلث الشعب حتى تستتب الأمور، لكن «حميدتي» رفض هذا الأمر من الرئيس وطالبه بالرحيل، بحسب «حميدتي».
بعدما برز اسم «حميدتي» في الأيام الأولى للحراك في السودان سعت دول خليجية إلى ضمه إلى صفها، فقواته يتمركز 20 ألفا منها في الحرب اليمنية كما أن هذه القوات تقوم بعمليات متقدمة في الجبهات، أهمها حماية الحدود الجنوبية السعودية ومناطق وعرة داخل اليمن.
وعقب مشاركته القوية في اليمن دعمته المملكة العربية السعودية بـ 12 دبابة، خاصة أن جنوده لا يعتمدون إلا على عربات الدفع الرباعي التي تصنعها شركة تويوتا اليابانية، حتى بات يطلق عليها السودانيون عليها اسم تاتشر، نسبة لرئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر.
أيضا يبحث «حميدتي» عن طيارين متقاعدين للعمل معه في «قوات الدعم السريع» والتي ربما قد تمدها دول الخليج فيما بعد بطائرات حتى تؤسس قوة عسكرية موازية للجيش السوداني الذي نجح البشير في جعل أغلب قياداته من الحركة الإسلامية أو المتعاطفين معه.
لكن إذا نجح «حميدتي» في هذا الأمر فإنه سيقدم فرصة ذهبية لدول الخليج التي تعادي الحركات الإسلامية بشكل علني، وخاصة جماعة الإخوان المسلمين، ليكون بذلك وضعا مشابها لما يحدث في ليبيا وقد تصنع منه دول الخليج العربي نسخة سودانية من خليفة حفتر الذي يصنع الفوضى والحرب في ليبيا.
السبيل - السبت 18/مايو/2019