لماذا الاعتداء على الكوادر الطبية؟
تتزايد حوادث الاعتداء على الكوادر الطبية في مستشفياتنا الحكومية، وفي كل حادثة تتداعى الجهات المختصة والإعلامية لتسليط الضوء على الحادثة، ثم ما يلبث الموضوع أن ينطوي.
نقابة الأطباء فاض بها الكيل، وأمس اتهم نقيبها وزارة الداخلية بأنها لا تعمل ما يكفي لمعالجة الأمر، فهو يطالب بزيادة الوجود الأمني في المستشفيات لمعالجة الأمر، إلا أن الوزارة وحسب «د.علي العبوس» ترفض تقديم الدعم اللوجستي والرواتب للقوة التي ستحمي المؤسسات الطبية الحكومية!
قد لا يكون زيادة الوجود الأمني هو الحل السحري لحوادث الاعتداء على الأطباء، والحل الجذري هو بالإجابة العلمية بعيدا عن التحيزات المؤسساتية عن السؤال التالي: لماذا يتم الاعتداء على الكوادر الطبية في المؤسسات الحكومية؟ ولماذا تحدث غالبية الاعتداءات إن لم يكن كلها في أقسام الطوارئ؟
وهناك يشكل متلازمة مع السؤال السابق، وهو لماذا لا نشهد اعتداءات على الكوادر الطبية في القطاع الخاص؟
لا شك أن الظروف التي يعمل بها الكادر الطبي في القطاع العام مرهقة بشكل كبير؛ فهناك عدد كبير من المراجعين يقابله إمكانيات ضعيفة سواء من حيث الطاقم العددي أم الأدوات، ما يتسبب أحيانا بتأخير تقديم الخدمة الطبية اللازمة ما قد يثير الغضب لدى المرافقين.
لا يجب أن نغفل بعض قصص الإهمال التي تسببت بحالات وفاة أو مضاعفات خطيرة على المريض، وهذه القصص جعلت هناك ثقافة مجتمعية تترسخ عن ضعف وإهمال القطاع الصحي العام.
عصبية ونرفزة المراجعين يقابلها أحيانا عصبية ونرفزة من الكادر الطبي، دون محاولة استيعاب الوضع.
وجود المرافقين يكون دائما السبب الرئيسي لتفاقم التوتر داخل قسم الطوارئ.
نعود للسؤال الأخير وهو لماذا لا نشهد اعتداءات على الكوادر الطبية في القطاع الخاص؟ ذلك أن فلسفة القطاع الطبي الخاص هي ذاتها فلسفة السوق، فالهدف هو إرضاء الزبون حتى يعود مرة أخرى، والعاملون هناك يعون هذه الفلسفة جيدا، وأن وجودهم في العمل مرهون برضا الزبائن وإقبالهم، ومقابل ذلك هناك حوافز ومكافآت ورواتب خيالية، وهذه الفلسفة غائبة في القطاع العام.
السبيل - السبت 18/مايو/2019