المفتي ديفيد فريدمان
نصّب السفير الامريكي في الكيان الصهيوني نفسه مفتيا عاما عالميا، واخذ يصدر احكاما وفتاوى تجاوزت حدود الاديان كافة، واطلق تصريحات باسم الله سبحانه وتعالى دون وسيط، اشار فيها الى ان سبب قوة «اسرائيل» ان الله معها، يحميها ويدافع عنها، محاولا اخفاء الدعم الامريكي العسكري والسياسي والاقتصادي الهائل الذي تتلقاه دولة الاحتلال المارقة من الادارة الامريكية .
نسي فريدمان الاعتراف، بأن مخازن ومصانع وترسانة الاسلحة الامريكية، الاكثر تطورا وتقدما في العالم، توضع تحت تصرف جيش الاحتلال الصهيوني، وان اكثر المنتج العسكري الامريكي تحديثا وتفوقا يدخل الخدمة لدى جيش الاحتلال قبل ان تستخدمه الجيوش الامريكية، كما تجاهل الاعتراف بأن الخزانة الامريكية مفتوحة على مصراعيها للاحتلال الصهيوني ونهب ما تشاء منها، لبناء المستنوطنات والمشاريع الانتاجية والانشائية في الاراضي الفلسطينية المغتصبة، اضافة الى الدعم الكبير من الجمعيات الامريكية المختلفة الذي يتلقاه الاحتلال الصهيوني في فلسطين المحتلة.
فتوى فريدمان تؤكد نزعته الصهيونية وتحوله الديني التوراتي وانتماءه التلمودي العقائدي، وتخندقه في اكثر المواقع تطرفا وخطورة ودفاعا عن الارهاب والاجرام الصهيوني المغطى تغطية كاملة وشاملة من الادارة الامريكية .
تطوع المفتي فريدمان للترويج لصالح الكيان المحتل دينيا، وانخراطه في الانشطة التبشيرية للصهيونية، من خلال نشر الدعاية القوية المزيفة بأن الله مع المحتل الصهيوني الغاصب والمعتدي، يعني انه يوجه رسالة عالمية بأن الاحتلال على حق لان الله لا يقف الا مع الحق، عن اية تناقضات يتحدث هذا الصهيوني العنصري المنحاز لآخر قوة ظلامية احتلالية على وجه الارض، وهو يحاول ان يظهر قربها من الله وتميزها على باقي دول العالم رغم كل ما تقترفه من جرائم بحق الانسانية .
لا يستطيع العالم ان يفهم او يتفهم الدور الامريكي الجديد في الشرق الاوسط، الذي لم يسبق له مثيل في تبني الفكر والمواقف الصهيونية والعمل على تنفيذها والدفاع عنها ومحاربة ومعاداة من يقف في وجهها، انه اندفاع غير محسوب النتائج والعواقب قد ينتهي بورطة مكلفة جدا ويصعب الخروج منها .
الدستور - الأحد 19 أيار / مايو 2019.