قمم مكة
تشهد العاصمة الروحية لجميع المسلمين في العالم ومهبط الوحي ومهوى الأفئدة ثلاث قمم نهاية الشهر الجاري.
قمة عادية وقمتان طارئتان استدعتها التطورات المتسارعة التي تشهدها منطقة الخليج العربي.
القمة الإسلامية كانت مقررة سابقا، وبالتزامن مع انعقادها دعا العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إلى قمتين خليجية وعربية طارئتين.
القمتان وفق المصادر الرسمية السعودية ستناقشان بشكل أساسي وربما بشكل وحيد الهجمات التي تعرضت لها منشآت نفطية سعودية الأسبوع الماضي، وأعلنت جماعة الحوثي في اليمن مسؤوليتها عنها، والهجمات التي تعرضت لها ناقلتا نفط سعوديتان وسفينتان نرويجية وإماراتية قبالة ساحل إمارة الفجيرة، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها، لكن الرياض تحمّل طهران ووكلاءها المسؤولية عن الهجوم، فيما فضلت الإمارات التريث وعدم تحميل المسؤولية لأي جهة حتى الآن، ما يشي بأن حسابات الاستقرار والاستثمار تتقدم على غيرها من الحسابات هناك، لكن تقريرا كشفت عنه وكالة رويترز، وصدر عن شركات تأمين نرويجية رجحت فيه أن يكون الحرس الثوري الإيراني هو العقل المدبر لتلك الهجمات.
تأتي القمتان أيضا في ظل موافقة السعودية ودول خليج أخرى على إعادة انتشار القوات الأمريكية في الخليج، واجتماع مهم عقد في المنامة لرؤساء القوات البحرية في أمريكا ودول الخليج لتدارس سبل حماية الملاحة في الخليج، وهو يتزامن مع مجيء حاملة الطائرات الأمريكية ابراهام لينكولن ومجموعتها القتالية، ونشر القاذفات العملاقة (ب52) في القواعد الأمريكية في الخليج.
حتى الآن لم ترشح أسماء الدول العربية والخليجية التي ستلبي الدعوة السعودية، وحتى أمس قالت قطر إنها لم تدع إلى أي من القمتين!!
من الواضح أن القمتين يراد لهما أن تعلنا التضامن مع السعودية والإمارات جراء الهجمات التي استهدفتهما، وأن تعلنا وقوفهما إلى جانبهما ضد أي عدوان أو محاولات تخريب يمكن أن تتعرضا له، وإدانة التدخلات الإيرانية في المنطقة، وتوجيه رسالة لطهران مفادها أن العرب لا يريدون الحرب، ولكنهم مستعدون للدفاع عن مصالحهم بكل قوة، لكن الرسالة الأخطر يمكن أن تكون في شرعنة أي هجوم أمريكي على إيران!!
السبيل - الثلاثاء 21/مايو/2019