الأردن وقمة مكة
بعيدا عن قراءة اسباب دعوة السعودية لقمة عربية تعقد في مكة نهاية الشهر الحالي، يمكن القول ان الرياض تشعر بانتكاسة استراتيجية في موضوع تدافعها مع ايران.
لذا هي قررت دعوة العرب لقمة عربية تساعدها في لملمة الموضوع الايراني، واجتراح تنديد عربي للاعتداءات الاخيرة التي تعرضت لها.
الاردن سيذهب الى مكة، لا يملك ان يتخلف، لكنه بتقديري اعلن موقفه من المسألة بوضوح، فهو مع الاشقاء ضد اي اعتداء من ايران او حلفائها.
لكن موقف الاردن لن يكون الا ضد التحريض على حرب شاملة في المنطقة ستكون آثارها كارثية على الجميع، فعمان تدرك ان اسرائيل ستكون المستفيدة الاكبر من حرب ستندلع.
الاشقاء في الرياض يحتاجوننا كما يحتاجون الموقف العربي بعموميته، لكننا لسنا بيادق شطرنجية تتحرك بدون إبصار وتمعن، ولسنا مجرد توظيف للتغطية على ورطة يعيشها الامن القومي العربي.
غالبية الدول العربية تعتبر الدولة الايرانية شكلاً من اشكال التحدي، لكن هناك خلافات حول كيفية التعامل معها، وهنا يجب عدم فرض رؤية على المجموع العربي في كيفية التعاطي مع السلوك الايراني.
لسنا مع الحرب، مهما كانت مخاوف السعودية، فكلفة المواجهة الشاملة ستكون كارثية، وستصب في مصلحة رواية «كوشنير – نتنياهو» للقضية الفلسطينية.
الزميل فهد خيطان، المقرب من القصر، طالب بمقالته بالامس ان تتضمن القمة رفضا ضمنيا لصفقة القرن، وتأكيدا على حقوق الشعب الفلسطيني.
لا اعرف كم ستوافق السعودية على اغضاب الامريكي من خلال الاشتباك مع صفقة القرن، ولا نعرف كم سيتفق العرب على رواية السعودية للصراع مع ايران.
لكن ما اعرفه واميل له تحليلا ان ايران وترامب لا يريدان الحرب، ويسعيان لتسوية وجلوس على الطاولة، اما القطاعات العسكرية الامريكية المتواجدة في الخليج، فهي في حالة «ترزّق» على حسابنا ومن اموال الخليج.
ختاما، الملك في الكويت الدولة العاقلة المتزنة التي تحسن الاستماع، ولسنا متأكدين بأي المستويات سيحضر الاردن قمة مكة، وعلى كل الاحوال قمم العرب «لا تقدم ولا تُؤخر».
السبيل - الثلاثاء 21/مايو/2019