تسمين..
لا أدري لماذا تغدو فعالية « الطعام» أهم فعالية في شهر رمضان،بينما تغيب معظم الفعاليات الثقافية والفكرية وحتى السياسية والاقتصادية .
اغلب الدعوات في «رمضان» دائما مصحوبة بتناول «الأكل»،وهو ما يغدو «مناسبة وفرصة» لبعض الكائنات لإثبات حضورها،ليس كأصحاب «فكرة او معرفة» ،بل ،كـ»عجول» قابلة لـ « التسمين والعَلف»،في موسم من المُفترض أنه «شهر التسامح والعبادة والبعد عن الموبقات».
لكن ما يحدث ،عكس ذلك.
تختفي المناسبات الثقافية ،وتتصدر «الموائد» المشهد العام وكان الناس ينتظرون شهر رمضان لزيادة اوزانهم وتفريغ رغباتهم فيما تطرحه « الطناجر والصواني» من أطنان الطعام.
كلنا نحب تناول الأكل في موعده. لكن ما الاحظه، انشغال معظم الكائنات بعملية « التسمين»،من خلال « التهام» أكبر كميات» من الطعام في جلسة واحدة ،وكأنهم في « مجاعة» أو كأنهم يخشون ان «ينتهي موسم التسمين دون ان يحققوا اكبر قدر من الغزوات والانتصارات».
تحضرني حادثة جرت مع الكاتب والمفكر عباس محمود العقاد «صاحب العبقريات»،عندما زار بلدته في « صعيد مصر»،وهناك ،يلفظون «القاف» «جيما».
وبعد محاضرة ابدع فيها « العقّاد»،اراد احدهم ان يثني عليه فقال بلهجته الصعيدية البسيطة»أنت جاموس يا استاذ». يقصد «قاموس».
فردّ عليه « العقاد» بذات اللهجة»أنا صحيح ،جاموس،بس فين العجول اللي تفهم».
ويبدو أننا في شهر رمضان نعاني من «إشكالية» العقول والعجول.فأغلبنا،للأسف،يعتقد ان شهر رمضان»فرصة تاريخية» لتحسين اوضاعه « المعوية والمعديّة والكرْشيّة»،خاصة إذا كان ذلك «على حساب الآخرين»،او حسب نظرية « اللي مش دافع حقه،كثِّر منّه».!!!
الدستور - الثلاثاء 21 أيار / مايو 2019.