الاستقلال.. مراجعة مسيرة... ورؤية مستقبل
نحتفل اليوم بعيد الاستقلال الـ73 احتفالا ليس ككل الاحتفالات، ولا ككل السنوات، فالذكرى هذا العام تتزامن مع قرب احتفالاتنا بعد أسابيع قليلة بعيد الجلوس الملكي الـ20 وذكرى مرور عقدين من الزمان في عهد الملك (المعزّز) جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين (الباني ) ابن طلال (راعي الدستور) ابن عبد الله الأول ( المؤسس).
وتتزامن المناسبة مع قرب الاحتفالات أيضًا بمرور مئة عام على نشأة الدولة الأردنية .
هذا من حيث ارتباط المناسبات بالزمن... أما من حيث ارتباط المناسبة بالمنجزات فحدّث ولا حرج، وقد كتب التاريخ وسيواصل الكتابة للكثير من الانجازات التي حققها الأردن بقيادته الهاشمية المظفرة على أيدي ابنائه وبناته على مر العصور والأزمان.
أما احتفالية هذا العام تحديدا فهي تمر بنا في وقت دقيق جدا يواصل فيه الأردن تحديات مواجهة ما يحيط بالأمة من خطوب وأخطار في مقدمتها ما يسمى بـ»صفقة القرن»، وما يترتب عليها، والتي بات موقف الأردن منها هو الأكثر وضوحا للعالم بأسره بعد «لاءات جلالة الملك الثلاثة» والتي أكدت موقف الأردن الواضح والثابت من القضية الفلسطينية، وقدس الأقداس، والمسجد الأقصى، وحق العودة.. وغيرها من الثوابت الوطنية والقومية.
تمر بنا مناسبة الاستقلال، والأردنيون من الشمال حتى الجنوب، ومن كل بقعة تراب على أرض هذا الوطن الغالي، من على جباله و سهوله ووديانه، في البوادي والمخيمات، من كل الأصول والمنابت، وكل الملل والنحل، يلتفون حول قيادتهم المظفرة يجددون البيعة، وكل معاني الولاء والانتماء، متراصي الصفوف، مشكلين جبهة داخلية موحدة وسدًّا منيعًا في وجه كل الأخطار التي تحيق بالأردن الغالي.
تمر بنا المناسبة الغالية ونحن أحوج ما نكون فيه الى مراجعة شاملة لمسيرة الانجاز التي تحققت.. والبناء على ما أنجز.. والدعوة الى مؤتمر وطني.. نقيّم خلاله كل تجربتنا الثرية.. في الاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والاعلامية.. وفي كل القطاعات.. ونتوافق على «خريطة طريق» جديدة للسنوات - بل للعقدين القادمين - مستثمرين المكانة الرفيعة التي يحظى بها الأردن بفضل جهود وعلاقات جلالة الملك عبد الله الثاني لدى كل زعماء وقادة العالم، ومتابعة وقطف ثمار الاتفاقيات المبرمة من أجل جذب مزيد من الاستثمارات قادرة على رفع معدلات النمو، وخلق فرص عمل للأردنيين.
الأردن - وبشهادة العالم - قصة نجاح فريدة.. فهذا البلد الصغير بمساحته الجغرافية، وبعدد سكانه - استطاع أن يواجه تحديات تفوق كل طاقاته، ومع ذلك: صمد، وأنجز، وتميّز.. ولا يزال يقدم مزيدًا من الانجازات..وسر ذلك كله: روح الاستقلال المنتشية في نفوس ودماء الأردنيين الذين تزيدهم التحديات إصرارًا لجعلها فرصًا للتميز والنجاح.
حمى الله الأردن قائدًا وشعبًا.. وكل عام والوطن وقائد الوطن وولي عهده الأمين والشعب الأردي بألف خير.
الدستور -