يوم من أعز أيام الوطن
احتفلت الأسرة الأردنية الواحدة أمس بمناسبة من أغلى المناسبات، وبيوم من أعز أيام الوطن.
ولأنه عيد الحرية والرفعة والعزة والكرامة، وكما تشرق الشمس بأنوارها فتفجر ينبوع الضياء المسمى نهارا، يفجر عيد الاستقلال في شعبنا الاردني العريق ينبوع الكبرياء والازدهار الوطني والكرامة القومية.
وما الاستقلال في اسمى واعظم مغزاه سوى يقظة الشعب لتحقيق مجد الوطن وبناء نهضته وسؤدده.. لهذا فان يومه يوم تاريخي لأنه جاء اثر ملاحم بطولة وحملات رجولة مالت دونها العلياء، لهذا فان ذكرى الاستقلال تغمر النفوس الاردنية الابية بموجة اعتزاز عارمة وتعمق فيها حب الحمى والتضحية من اجل شموخه وعلاه.
ان الاستقلال حدث جليل في تاريخ البلاد.. من هنا كان عزيمة دائمة وايمانا بلا حدود لأن الوطن واعني الاردن الحبيب ولد بأظلاله من جديد فيصبح في المخيلات ميقاتا مقدسا كل عام وخطوة جبارة نحوالتقدم والصلاح، كذلك يبقى عيد الاستقلال خلاقا للعظائم مدادا بالمضاء ينظر اليه الشعب كلما هلت رؤاه، ليرى بلده اين هو من المكانة العالية التي تراد له واين وجهته من امانيه العظمى.
ومنذ نال الاردن الغالي استقلاله عز وعلا وارتفع سامقا شامخا لواء الثورة العربية الكبرى واصبح ملء عين الزمن تطورا واقتدارا، فكم وكم من اعمال مجيدة قام بها وفي طليعتها النهضة التعليمية والاقتصادية والاجتماعية والزراعية والعمرانية. أجل.. لن ننسى ما حيينا الخامس والعشرين النصر من ايار.. لأنه يوم النصر المحجل.. والعزة.. لن ننسى هذا التاريخ الذي نعيشه اليوم ونحن نرى الاردن في عيد الاستقلال الثالث والسبعين طودا منيعا وواحة معرفة تضج بالعلماء والادباء والاطباء والمهندسين والمثقفين. فأينما توجهت وحيثما مضيت تطالعك المدارس والجامعات منارات علم وهدى ويقين ويحدثك نحو مليوني طالب وطالبة بأن ثلث سكان الاردن على مقاعد الدراسة وفي الجامعات، ولعمري انها نسبة علمية عالية رفيعة نعتز بها لأنها تتقدم على ارقى دول العالم وليس على منطقتنا فحسب.
بقي ان نقول.. ان المعنى العظيم من عيد الاستقلال.. انه يظل على المدى وحيا قوميا مباركا يملأ النفوس آمالا وثقة والجوانح ايمانا والأيدي قوة والعزائم فتوة.. يظل نورا في المآقي وعزة في القلوب وسؤددا في الهمم. هذا هوالاستقلال الناجز الذي نعيشه امس واليوم وغدا والذي ارسى دعائمه جلالة الشهيد المغفور له عبدالله بن الحسين ومن خلفه شعبنا الاردني البطل ووطده وعززه الحفيد الأمين المغفور له جلالة الملك الحسين طيب الله ثراهما وطيب ثرى والده العظيم المغفور له الملك طلال، ويرعاه اليوم قائد الوطن الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه.
ولقد أقسم شعبنا الوفي الأبي وذلك مغزى آخر للاستقلال.. اقسم ان يظل خفاق اللواء وان تبقى الجذوة التي اشعلها عبدالله بن الحسين فياضة السنا خالدة خلود الزمن، فالاستقلال يوحي لنا اليوم وكل يوم بأن يكون شعارنا ابدا: العيش في عزة وكرامة.. او الموت تحت لواء الكرامة، فالحياة بأسمى معانيها اما شهادة فخر في الدنيا.. واما شهيد مجد في الاخرة، وفي هذا اليوم العظيم والعيد الأجل تتجه افئدتنا قبل ابصارنا الى جلالة الملك وفي ايادينا باقة من الولاء والتهاني والاعتزاز تتمثل ازاهير وورودا وعزائم وجهودا ووفاء وعهودا بأن نكون سدنة الاستقلال وحماة الحرية وصانعي المستقبل في بلد الأمن والأمان تحت ظلال قيادتنا العتيدة الخالدة.
الدستور-