اختلف بتفسيرها الفقهاء !!
بعيداً عن الفقه الديني المقترن بتفسير القرآن والحديث.. وأقرب إلى الفقه بمعناه اللغوي أعود أطرق بوابة الفهم والتفكير.. عملاً بمقولة الفيلسوف الفرنسي ديكارت: انا افكر إذن انا موجود.. علماً بان وجود البعض ليس بالضرورة مرتبطاً بالتفكير فمثلاً قال الفيلسوف الألماني كارل ماركس: «أنا آكل اذن انا موجود». والفيلسوف الانجليزي بارون: «أنا أحب إذن أنا موجود». والأديب التشيكي اليهودي كافكا: «أنا خائف إذن أنا موجود» فكل وإسلوبه بالتواجد وإحساسه بوجوده المفيد على هذه البسيطة من وجهة نظره/ نظرها البحتة.. فمثلاً كلمات مثل (كهيعص.الر.. والم.. وحم) كلمات مبهمة اختلف بتفسيرها الفقهاء فمثلا حم: ماخوذة من الرحمن الرحيم.. واخرون قالوا بأنها باب من ابواب الجحيم.. وبعضهم اعتمدها ككلمة عبرية تعني تحفيز الروح القتالية.. علماً بأن هذه الكلمات متبوعة دائماً بكلمة كتاب- القرآن- ظاهرة او مستترة، فترى البعض يرتكز بتواصله الروحي وبغزارة إبان شهر رمضان على تلاوة القرآن والإكثار منه وختمه مثنى وثلاث ورباع... ولكن هل هذا يكفي وهل الهدف هو ترديد آيات دون فهم أبعادها ومعانيها وبخاصة أن القرآن مليء بالإعجاز..
فالإعجاز ليس المقصود منه التعجيز بهذا السياق فهو مشتق من المعجزة كدليل على أن القرآن ليس أي كلام ممكن أن يخطه إنسان, وهذا لا يعني أننا كانأس عاديين أن نحطّ رحال تفكيرنا بل على العكس يجب قدح زناده عبر إعمال العقل! وكل وتفسيره.. فالفهم ومن ثم التفسير للمقروء الديني والعلمي والثقافي.. الخ، يعتمد على مستوى علم المفكر وابداعه وبنيته التحتية الثقافية وبيئته ودرجة تعليمه.. الخ وبالتالي المادة الفقهّيه نفسها تتباين بين فقيه واخر.. فليس ما يقوله الفقهاء من المسلمَّات فحتى كتب التفسير الدينية تتباين بشكلها ومضمونها! وهذا ما حفزني لكتابة المقالة إضافة إلى إطلاعي على نقد جارح وجهه بعض الفقهاء متهمين فقيها آخر بالخبل والجنون بالرغم من تمتعه بحس علمي تحليلي منطقي يربط بين القديم والحديث.. بين الدين والعلم.. بين التراث والحداثة.. وهذا مسموح وفق «الموسوعة القرآنية المتخصصة» التي قسّمت التفسير وفق اعتبارات ثلاثة: • التفسيير بالرأي وهو ينقسم إلى قسمين، تفسير بالمأثور، وتفسير بالرأي، ويدخل تحت التفسير بالرأي كل أنواع التفسير بالرأي المحمود، والمذموم، بسائر اتجاهاته الفقهية، والصوفية، والبلاغية، والأدبية، والموضوعية، والتحليلية، والإجمالية، والعلمية، وغير ذلك. • الاعتبار الثاني: من حيث التوسع والإيجاز في التفسير، وهو بهذا الاعتبار ينقسم إلى قسمين، تفسير تحليلي، وتفسير إجمالي. الاعتبار الثالث: ينقسم إلى قسمين، تفسير عام، وتفسير موضوعي حيث يشمل التفسير مصنفات مثل التفسير الاجمالي، والتفسير الفقهي، والتفسير البلاغي والصوفي والفلسفي. فكل وتفكيره.. وكل تفسيره.. وهنا مربط الفرس.
الرأي - الإثنين 28-5-2019