العضايلة نشاط في كل مكان
تعجبني حالة النشاط والحركة الدؤوبة التي يقوم بها امين عام حزب جبهة العمل الاسلامي، المهندس مراد العضايلة، فالماء الراكد تحرك، والادبيات دخلت مرحلة أراها جديدة.
بعد اطلاق مبادرة الحركة الاسلامية (تنسيقا مع جماعة الاخوان وكتلة الاصلاح)، التقى العضايلة وفريقه في الحزب معظم الفعاليات السياسية والاقتصادية المؤثرة في البلد.
قدم شروحات، واسس شبكة علاقات عامة ملفتة، ودخل مقر الحزب الرئيسي شخصيات وطنية متنوعة المشارب، كما التقى في معاقل الآخرين قوى كانت مترددة ولا ترغب بالتواصل.
ما لفت نظري في حركة العضايلة انه بدأ يقدم خطابا متماسكا منسجما، غير انفعالي، فأتقن الابتعاد عن العموميات المحلقة في النقد المعياري.
على العكس، هناك خلطة متوازنة تراعي الثوابت وتتمسك بها بوضوح لا شك فيه، لكنها تقدر امكانات الحركة الاسلامية، وتؤمن بحدود قدرة البلد ومساحة طاقاته على الاحتمال.
هذا الخطاب تحتاجه الدولة في هذه المرحلة والمجتمع، انه طوق نجاة لوقف الشعارات الجذرية غير المنضبطة، كما انه يساهم بضبط سيولة انجرار الرسمي نحو ادارة الظهر للواقع الاقتصادي والسياسي.
استمعت للعضايلة ليلة اول امس في مقر حزب جبهة العمل الاسلامي في جبل النزهة، ولفت نظري انه عندما تحدث عن ورشة البحرين، طالب الاردن بعدم الحضور دون تخوين، وأثنى على موقف السلطة الفلسطينية بمعيارية وموضوعية افتقدنا ادواتها في الخطاب الاسلامي.
لن اتحدث عن بعض الداخل الاخواني الذي ابدى تخوفا في بواكير انتخاب العضايلة امينا عاما لحزب الجبهة، حجتهم انه سيؤدلج ويتشدد وينفر الداخل والخارج الوطني.
لكن الواقع والحقيقة ان مراد العضايلة كان بارعا في تركيب «المبادئ على البراغماتية» وتلك خلطة طالما عانت منها قيادات الحركة الاسلامية لا سيما في الآونة الاخيرة.
ختاما.. لا يفوتني ان اسجل لكافة الاطر القيادية في الحركة الاسلامية (المراقب العام، والمكاتب التنفيذية ومجالس الشورى في الحزب والجماعة) اثرها ودورها في تيسير اللغة الجديدة التي ستتراكم وستصبح اكثر ابداعا.
السبيل - الإثنين 27/مايو/2019