أمريكا تبيع الأوهام والكيان يسوقها
صحيفة «اسرائيل هيوم» المقربة من نتنياهو سربت معلومات جديدة عن صفقة القرن وشقها الاقتصادي المتعلق بالورشة الاقتصادية في المنامة عاصمة البحرين. تسريبات تفيد بأن الدول الخليجية الغنية ستمول المشروع الاقتصادي لتصفية القضية الفلسطينية بنسبة 70% علما بأن قيمة الاستثمارات المتوقعة في المشروع التصفوي ستبلغ 68 مليار دولار، في حين ان الولايات المتحدة الامريكية ستوفر 20% من التمويل، اما الدول الاوروبية ستوفر 10%.
ارقام فلكية تذكر بالوعود التي تبعت اتفاق اوسلو، الا أنها هذه المرة تستند الى تمويل عربي من الدول النفطية دون ان تحدد الفائدة التي ستحققها الدول الخليجية الممولة لهذا المشروع وما هي العائدات المتوقع ان تحققها دول الخليج العربي.
السؤال سيبقى غامضا وبدون اجابة، غير ان الولايات المتحدة الامريكية التي اتقنت بيع الاوهام للعرب لا بد لها من وهم تقدمه في هذه الحالة، ولعل مشاركة «براين هوك» ممثل الولايات المتحدة الخاص في الملف الايراني في جولة كوشنير وغرينبلات المبعوث الامريكي للسلام الى عمان والرباط تقدم اجابة عن هذا التساؤل.
فبيع الاوهام يتم من خلال الربط بين المشاريع التصفوية وضمانات امريكية لأمن الخليج العربي التي انتهكت مياهه واجواؤه واراضيه، في حين ان الاساطيل وحاملات الطائرات الامريكية والدفاعات الجوية اكتفت بمراقبة المشهد، اما وزارة الخارجية الامريكية فاكتفت بتفعيل المادة 36 من قانون بيع الاسلحة الامريكي لتبيع 8 مليارات و100 مليون دولار من الاسلحة للرياض وابو ظبي لتعزيز قدراتهما الدفاعية التي تغنيها عن التدخل الامريكي، ففي اصعب الظروف واشدها حساسية يبرم ترمب المزيد من الصفقات، ويحقق المزيد من الارباح التجارية.
ورشة كوشنير حالها كحال غزوة ترمب الاقتصادية لمواجهة ايران، وكحال صفقات السلاح الرابح الوحيد فيه الكيان الاسرائيلي والولايات المتحدة الامريكية، في حين ان الكلف ستتحملها الدول العربية سواء ماديا واقتصاديا ام بشريا وعسكريا؛ فأمريكا تعقد الصفقات والكيان الاسرائيلي يسوقها باعتباره الضامن لنجاحها، في حين انه عبء يفاقم من ازمة النظام العربي، ويزيد من هشاشته وضعفه امام التحديات الداخلية والخارجية.
السبيل - الأربعاء 29/مايو/2019