كيف قضيت العيد؟
أول سؤال يطرحه الزملاء عليك في اول يوم دوام:
كيف قضيتَ ايام العيد؟
وعادة ما يكون الهدف من السؤال ليس الدخول في التفاصيل «التي يكمن فيها الشيطان» كما يقول الإنجليز، بل مجرد «فاتحة كلام». واذا كنت «طيّبا» أكثر مما ينبغي،يأخذك العيدُ بالمعمول، والعِزّة بالمودّة «غير المطلوبة»، وتسرح في سرد الأحداث منذ أعلن سماحة الشيخ «هليّل» ان يوم» الاثنين» هو اول ايام عيد الفطر.
بالمناسبة، زمان، كانوا يُطلقون على «عيد الفطر» السّعيد، ومع توالي الاحزان والمآسي العربية، اختفت صفة «السّعيد» واصبح الناس يكتفون بتسميته «العيد الصغير»،باعتبار ان «الأضحى» هو «العيد الكبير».
المهم وعودة الى السؤال عن «إجازة العيد/ الصغير»، أقول انني عادة ما أستثمر المناسبات وبخاصة حين أكون «وحيدا» في البيت بعد ان تذهب العائلة الكريمة الى «إربد»، بممارسة امور خاصة تمنحني الخصوصية. مثل القراءة المكثّفة وقد أنهيتُ قراءة كتاب « عصر محمد علي باشا» للمؤرخ عبد الرحمن الرافعي الذي يُسمّى « جبرتي مصر».
وبعد ان قمتُ بالواجبات «الأهليّة» بما في ذلك، زيارة الوالد والشقيقات، أو ما يُسمّى «الولايا» غير المتّحدة، وكذلك الاصدقاء «الخُلّص»، كنتُ أعدّ طعامي بنفسي،واسقي «النباتات» التي أوصتني زوجتي بها خيرا. وأعمل «نَفَس أرجيلة» على الكيف، بعيدا عن «الصغير خالد».
أفعل اشياء لا افعلها في الايام العادية، منها ما قد يكون «تافها» مثل «خياطة طاقيّة» اكتشفتُ ان بها ثقبا، أو نثر الاوراق امامي على الطاولة والسرحان في كتابة فكرة او التخطيط لـ»مشروع» أدبي او صحفي، ومن ثمّ ترك الاوراق مُهملة على الطاولة يعبث بها الهواء المتسلل من النافذة.
شيء من المعمول والكثير من القهوة «السادة» ومطاردة اولاد الجيران الذين «يفقّعون» «الفتّاش». وترديد اغنية عبد الوهاب «أحب عيشة الحريّة».
نسيتُ أن أخبركم أن هذا «العيد» هو «أقل» عيد تأتيني فيه «مُباركات» و»تهانٍ»، مش «تهاني» جارتنا. ولا ادري السبب: هل الناس «زعلانين» مني او انهم «قرفوا» من تكرار نفس العبارات التي يسرقونها من «النّت».
في النهاية، خلص العيد، و»رجعت حليمة لعادتها القديمة».
مين «حليمة»؟.
الدستور - الاثنين 10 حزيران / يونيو 2019.