لغز فريدمان وحملة نتنياهو الانتخابية
اثارت تصريحات السفير الامريكي لدى الكيان الاسرائيلي ديفيد فريدان موجة كبيرة من الاحتجاجات قادتها السلطة الفلسطينية ووزارة الخارجية التي اصدرت بيانا قويا للرد على تصريحاته الخطيرة التي اكد فيها امكانية ضم اجزاء من الضفة الغربية الى الكيان الاسرائيلي واخضاعها لسيادته؛ غير ان موجة الغضب هذه لم تقتصر على السلطة والفصائل الفلسطينية المقاومة بل ظهرت وعلى غير المعتاد داخل البيت الصهيوني فكثير من قادة المعارضة الاسرائيلية لنتنياهو وخصوصا في حزب ميرتس اليساري اعتبروا فريدمان بوقا لنتنياهو يردد خطابه ويقود حملته بهذا المعنى.
فريدمان ومع تقدم التحقيقات حول فساد نتنياهو وموافقته الخضوع لجلسة مع المحققين قدم لنتنياهو هدية ثمينة وفي وقت حساس تعزز من مكانة نتنياهو لدى المستوطنين في الضفة الغربية وهم من اليمين المتشدد وأحد الخزانات المهمة للاصوات في الانتخابات المقبلة التي ينافسه عليها زعيم حزب بيتنا ليبرمان بخطابه المتشدد والمتعاطف مع المستوطنين سواء في غلاف غزة ام في الضفة الغربية.
فريدمان ليس سفيرا عاديا بل قائد لحملة نتنياهو وقائد قوة التدخل السريع، امر دفع زعماء المعارضة لمطالبة ترمب بسحب سفيره فريدمان لا لأنه يمثل تهديدا للسلام كما يدعون بل لأنه يتدخل في مسار الانتخابات الصهيونية، امر لا يريدون الاعلان عنه او الافصاح مباشرة عنه.
في كل الاحوال فإن ديفيد فريدمان يعد رجل جاريد كوشنير القوي في الكيان الاسرائيلي فهو رئيس سابق لجمعية مستوطنة بيت ايل كما تذكر وسائل الاعلام؛ جمعية تبرع لها كوشنير ووالده باستمرار لدعم الاستيطان في الضفة الغربية؛ ففريدمان بهذا المعنى ليس لغزا يصعب فك شيفرته، ولكن من الصعب زعزعة مكانته ما دام كوشنير داعمه الحقيقي.
فريدمان في الحقيقة يمثل كوشنير صهر الرئيس بل هو سفيره وأداته الحقيقية للتأثير في الساحة الاسرائيلية، ولايصال الرسائل الى الفلسطينيين
والى المنطقة العربية.
السبيل - الأربعاء 12/يونيو/2019