تقرير الإيكونوميست.. كيف قرأه القصر؟
في الاردن، منذ عهد الملك حسين، لم نعتد من مجلة «الايكونوميست» ان تتحدث في شؤوننا بهذه اللغة الخشنة والوضوح والمباشرة، لكنها ان فعلت، فتلك، رسالة لابد من قراءتها بحذر.
التقرير الذي نشرته المجلة جاء بعنوان «ملك الاردن يتعرض لضغوط من الحلفاء ومشاكل في الداخل»، ويقال انه قوبل بارتباك من المرجعيات، والسبب انه خارج سياق المعتاد.
وجهت سؤالي لشخصية رسمية ثقيلة سابقة، عن التقرير، فقال لي انه ملغوم بالعثرات والايحاءات، لكنه صيغ بلغة حراكية، ويعتقد ان المجلة تقصدت ذلك ووراء الاكمة ما وراءها.
من المسلم ان لا نقرأ ما كتبته الايكونوميست في سياق الابتزاز السياسي، ولا من باب التزلف، فكلاهما ليس وطنيا، وكلاهما يصطاد في ماء الدولة التي اصابتها العكورة بوضوح.
لكن ما يهمني ان يقرأ القصر الملكي التقرير بدون ارتباك، وبدون تجاهل، ولا مانع من اعادة تقييم موضوعية تقوم على الحقيقة لا انكارها.
ولعلي اتمنى في المقابل ان لا ينظر دائما لما تكتبه الصحافة العالمية بمنطق «الافرنجي برنجي»، فلا التجاهل مفيد ولا الانبهار والارتباك مفيد ايضا.
لكن ما كتبته الايكونوميست يثبت ان الدوائر الغربية تراقب، تستثمر في المشهد، تعرف من اين تؤكل الكتف، ودورنا ان نفوت عليها ما ترغب وما ترنو اليه.
جبهتنا الداخلية هي الحل، ولا بد من اعادة انتاج التسويات القديمة العريقة بين مراكز القوى، فقد اثبتت التجربة المرة ان تجاوز ذلك لم يكن جيدا لدولتنا ولم يخدم قدرتنا على مواجهة التحديات.
اضافة لذلك لا بد من عملية تنظيف منهجية وسريعة لكل اجندة اخترقت القرار الرسمي، عربية او اجنبية، فسيولة السنوات الماضية يجب ان تتوقف وتنتهي للابد.
ادرك ان القصر الملكي يهتم بما يكتب في الخارج، وما كتبته الايكونوميست كان محط اهتمام، وربما ارتباك، لكن المهم ان يعرف ان الداخل هو الحل وشدشدة براغيه هي الحل لمواجهة كل ذلك.
السبيل = الأربعاء 12/يونيو/2019