الجمعية ليست خلفاً للجماعة
قرار محكمة التمييز جاء واضحا باتا لا لبس فيه فـ «جمعية الاخوان المسلمين» المؤسسة عام 2015 ليست خلفا لـ «جماعة الاخوان المسلمين» المؤسسة عام 1946 والمنحلة بموجب قانون الجمعيات للعام 1953 بحسب قرار محكمة التمييز الصادر يوم الاربعاء 29 ايار من العام الحالي.
قرار فك الاشتباك بين جماعة الاخوان المسلمين وجمعية الاخوان؛ اذ جاء بعد الطعن الذي تقدم به اعضاء بارزون في جماعة الاخوان المسلمين بالدعوى التي اقامتها جمعية جماعة الاخوان المسلمين المؤسسة عام 2015 والتي طالبت بالاموال المنقولة التي كانت تسيطر عليها جماعة الاخوان المسلمين باعتبارها الوريث والخلف للجماعة.
قرار يحتاج الى تأمل وتأن لفهم ابعاده وتداعياته القانونية والسياسية فانفضاض الاشتباك مع جمعية الاخوان المؤسسة عام 2015 يفتح الباب لمواصلة الاجتهاد لفض الاشتباك مع مؤسسات الدولة السيادية وبذات الطريقة القانونية ممزوجا بالحوار والتفاهم والانفتاح.
قرار يحتاج الى قدر كبير من الحساسية والانفتاح اذ انه يفتح الباب لآفاق جديدة تؤسس لمرحلة يمكن وصفها بالواعدة؛ فإمكانية الطعن في قرار حل الجماعة وارد في حال ثبت تصحيحها لأوضاعها في العام 1953 بموجب قانون خاص في ذات العام؛ مسألة لن تكون مستحيلة في حال توافرت الوثائق القانونية.
في كل الاحوال فإن قرار محكمة التمييز مثل نهاية لمرحلة طالت فصولها وتشعبت احداثها، وبداية لمرحلة جديدة اكثر وضوحا ونضجا؛ اذ تفتح الباب لجماعة الاخوان المسلمين لبذل المزيد من الجهود لاستعادة مركزها القانوني سواء عبر الطعون القانونية ام عبر الحوار وعمليات التقييم والمراجعة للاداء السياسي والاجتماعي والاقتصادي؛ فالجماعة كانت حاضرة وبقوة في الحياة السياسية والقانونية للبلاد في النصف الثاني من الخمسينيات عبر البرلمان، وعبر النشاطات الاجتماعية والدعوية؛ والحال ذاته طوال فترة الستينيات وما بعدها من عقود الى القرن الواحد والعشرين ما يعني انها تملك الكثير من الوثائق القانونية التي تكرس وجودها القانوني والمعنوي.
الأفق بات واسعا يتيح المجال لمراجعات وعمليات تصحيح تعيد صياغة علاقة الحركة الاسلامية بالدولة ومؤسساتها على اسس راسخة تبنى على الحوار ولا تغفل اهمية التأصيل القانوني؛ افق رحب ويدعو الى التفاؤل؛ والانفتاح في مرحلة عصيبة لن تقتصر التحولات فيها على الاقليم وملفاته الكبرى بل وعلى الساحة الدولية التي تشهد اضطرابا مماثلا؛ امر يحتاج الى تضافر الجهود وبناء حوار شامل في البلاد وهي بيئة باتت تتخلق في الاردن بشكل ايجابي.
السبيل - الأربعاء 12/يونيو/2019