لا مقايضة على الثوابت
صفقة القرن وورشة البحرين صيغة واحدة تهدف الى شراء الوقت وذر الاموال في العيون، والتجاوز على ثوابت وطنية وقومية ودينية، وهي تراجع عن مبادئ عملية السلام التي انطلقت في مدريد في العام 1991، وتجاوز على مبادرة السلام العربية التي اطلقت في العام 2002، واستندت الى قرارات الشرعية الدولية (194، 242، 338)، التي اعتمدت على الارض مقابل السلام، وانسحاب القوات الاسرائيلية من الاراضي العربية التي احتلت في حزيران من العام 1967، وقيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وحق العودة كما ورد في القرار الدولي 194، وبعد الوفاء بهذه الشروط يتم تطبيع العلاقات العربية الاسرائيلية.
ورشة البحرين تعتبر بداية حقيقية وعملية لصفقة القرن المشؤومة إذ تشكل تجاوزا على عملية السلام برمتها، وتحول الادارة الامريكية من راع للسلام الى خصم لدود للحقوق الفلسطينية والعربية، وان تنفيذ ورشة البحرين يسهل المخطط الصهيوامريكي لابرام صفقة القرن الرامية الى تصفية القضية الفلسطينية، والتجاوز على حق العودة للاجئين الفلسطينيين بإطلاق مشاريع التوطين في عدد من الدول العربية بما يسهل ضم الكيان الصهيوني للاراضي الفلسطينية والعربية في الضفة الغربية والجولان ومزارع شبعا اللبنانية.
محاولات ورشة البحرين كمن يضع عربة السلام امام الحصان وهي مجرد بيع الوهم وإطلاق وعود الرشا بالمليارات لصناعة الازدهار لشعوب المنطقة اما الحقوق الوطنية الفلسطينية والعربية فهي مؤجلة كما يرى كوشنر وفريقه الذي لا يسمع الا صوت نتنياهو واطماعه وتصريحات ديفيد فريدمان السفير الامريكي لدى الكيان الصهيوني وهو الاشد عدائية للعرب والفلسطينيين.
توظيف المليارات لتمرير الصفقة تحت ستار يخفي الاهداف الحقيقية لها، فالمخطط الصهيو امريكي بلغ ذروته، وان الحاجة تستدعي التصدي لها بكل السبل حماية للاوطان والاديان والحقوق الوطنية، فالقضية الفلسطينية الاولى عربيا وإسلاميا، وان التهاون بالرد عليها يهددنا جميعا حاليا ومستقبلا..
الدستور -