سندويشة فلافل من «أبو محجوب»
عندما انتسبتُ لأول مرة الى رابطة الكُتّاب الاردنيين،بداية الثمانينات من القرن الماضي،كنتُ اقضي اغلب وقتي بين جريدة « الدستور» ورابطة الكُتّاب. كنتُ شاباً يافعا متحمّساً للكتابة و(ميخذ الموضوع جَدّ). وكنتُ سعيدا بما أسمعه من إطراء من نجوم الادب في ذلك الحين من اعضاء» الرابطة».
وحين « يداهمني» الجوعُ،كنتُ اجد في « مطعم ابو محجوب « المجاور لـ « الرابطة» عندما كانت في «شارع ابراهيم طوقان» ، ملاذاً آمناً،فأشتري مثل سواي من الكُتّاب والشعراء، سندويشة فلافل،فأسدّ بها شيئاً من « معاناة معدتي «.
كان « مطعم ابو محجوب « احد عناويننا الثابتة في « جبل اللويبدة «. وذلك قبل ان « نكتشف» الوجبات السريعة و الجاهزة.
ورغم «مساحة المطعم» الضّيقة والمحدودة، الاّ اننا كنا نجد فيها « فضاءً « جميلا، ونعزم « أصحابنا وصديقاتنا «على « سندويشاته» الزاكية».
وبعدها كنّا « نمارس السّنكجة « في شوارع « اللويبدة» وفي ىخر الليل ،كنا « ننسكبُ « عبر الّدرَج الى « وسط البلَد»،عائدين الى بيوتنا في « الزرقاء والرصيفة ومخيم شنللر».
وبسبب طول « إقامتي اليومية» في العاصمة عمّان، رأيتُ ان « استأجر « بيتاً « في عمّان، كي لا أقضي ساعات في طريق العودة الى « الرصيفة» خاصة في آخر الليل.
وكان الاختيار «جبل اللويبدة»..
وبحثتُ عن « وَكْرٍ» يُناسب « قدرتي المالية» الشحيحة . وشاءت الأقدار ان أجد « شقة « صغيرة أشبه بما يُسمّى الآن ب « الاستوديو»،وكنتُ محظوظاً ،حين وجدتُّها ملاصقة لمطعم « ابو محجوب». وكنتُ محظوظاً أكثر لوجود « كُوّة» او» نافذة» صغيرة بين « غرفتي» و» المطعم». وكنتُ اناول عامل المطعم « إبريق الشاي» في الصباح ،فيملأه له مقابل مبلغ بسيط،موفّرا على حالي جهد «عمل ابريق شاي».
وكذلك كان الحال في المساء. فأضمن إفطاراً وعشاء» متواضعا» وبقروش قليلة.
كانت ثمّة نساء جميلات يتمشّيْن في المساء في «جبل اللويبدة» وكنّا « نستعرض» قريحتنا الشعرية ورومانسيتنا امامهنّ، على أمل ان « تقع إحداهنّ فريسة «،فنصطادها بكلماتنا.
انا حزين ،بعد اعلان «إغلاق مطعم ابو محجوب « الذي يحمل في جدرانه كثيراً من ذكرياتنا
وكما يُقال « فول اكتافنا، من سندويشاته «.!!
الدستور -