من اين انطلقت الطائرات لقصف الانبوب السعودي ؟
خبر صحيفة وول ستريت جورنال الذي نشرته الجمعة حول أن الطائرات المسيرة التي ضربت أنابيب النفط في السعودية انطلقت من العراق وليس من اليمن ، لم يكن مفاجئا للمراقبين الذين رصدوا قبل خبر الصحيفة الامريكية بأيام تصريحات متعددة بهذا الصدد منها - مثلا - تصريح السياسي العراقي مشعان الجبوري الذي قال فيه إن لديه معلومات عن أن الطائرات او الطائرة انطلقت بالفعل من العراق وليس من اليمن ، مما يعني بأن الرسميين العراقيين يعلمون هم أيضا بهذه الحقيقة ، وما حديث رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي عن أن اليمن اقرب للسعودية من العراق من جهة انطلاق الطائرات أو الطائرة المسيرة سوى محاولة للنأي بالنفس التي اعلنها أكثر من مرة ، دون أن تستطيع الحكومة العراقية ترجمة هذا النأي على أرض الواقع لاسباب كثيرة يعلمها الجميع ، وابرزها أن الميليشيات الايرانية المنضوية تحت مسمى الحشد الشعبي هي في الحقيقة ميليشيات رسمية ، ولما كانت كذلك ، فقد خاضت الانتخابات وسيطرت على أكثر من نصف البرلمان ، ونقول البرلمان ، لأن هذه السلطة التشريعية هي وحدها القادرة على حل الحشد الشعبي وهذا أمر مستحيل الآن وفي المستقبل ، بعد اختطاف ايران لهذا البلد العربي وتخريبه وضرب مجتمعه وتقسيمه وابتلاع اقتصاده والأمساك بكل مفاصله الدقيقة والعريضة.
ولمن لا يعرف ، فإن ميليشيا الحشد الشعبي التي شكلت بضغط ايراني نتج عنه فتوى شرعية من رجل الدين علي السيستاني بذريعة مقاتلة تنظيم داعش الارهابي تحت مسمى " الجهاد الكفائي " باتت الآن أكثر من 30 ميليشيا وتشكل في مجملها ما يصل الى 150 ألف مسلح وتمتلك صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى وطائرات مسيرة ودبابات وعربات وأعتدة حديثة وهي أقوى عمليا من كل الجيش العراقي بجميع اسلحته ، وجميع منتسبي هذه الميليشيا الدموية الطائفية المتعصبة يتقاضون رواتبهم من الموازنة العراقية وليس من ايران ، لكونهم - كما قلنا - جزءا لا يتجزأ من القوات العراقية وفق قانون اقره البرلمان في عهد حكومة حيدر العبادي .
ولا يقتصر عمل ميليشيا الحشد الشعبي على السيطرة على العراق والتحكم بمفاصله السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، بل أوكلت ايران اليها مهمات طائفية خطيرة ، ابرزها احتلال المحافظات السنية في الوسط والشمال وفي الغرب العراقي ، ومن اجل ذلك ، فقد انتشرت هذه الميليشيات في المنطقة وبدأت العمل على ابتلاع أراضي محافظة الانبار السنية وضم مئات الكيلومترات منها الى محافظة كربلاء وعليه قس بقية المحافظات ، عبر مخطط خبيث يهدف لحصر السنة في أماكن ضيقة والعبث بهم وتشتيتهم وفي النهاية بعثرتهم في محافظات شيعية متفرقة على طول العراق وعرضه ، وهو ما يحصل عمليا في منطقة النخيب ، حيث تنتشر هناك الآن كل من ميليشيا حزب الله العراقي ، وسرايا عاشوراء ، وسرايا الامام علي وعصائب اهل الحق ، وتعيث في الارض فسادا وافسادا وتقتل وتعتقل وتخفي على الهوية والشبهة أي شخص لا يعجبها مجرد شكله أو مشيته أو اسمه كما تقول المصادر الشعبية التي فرت من هناك إلى الدول المجاورة ، وإذا تتبعنا الاخبار المتواترة ، فإننا نجد أن هذه الميليشيات الايرانية تنتشر بالفعل على الحدود السعودية بأوامر ايرانية ، وعن نشاطها داخل العراق فقد سبق وسمعنا كيف قامت بقصف قواعد مثل قاعدة التاجي الجوية وقاعدة بلد ، والسفارة الامريكية في بغداد ، كما وقامت اذرعها في الجنوب بقصف مقرات شركات نفط ومنها شركة اكسون الامريكية ومجمع سكني للاجانب ، وقبل ايام قام عناصر منها باقتحام السفارة البحرينية في بغداد ، مما يعني وبلا جدال ، أن ايران تسيطر وبلا منازع على هذا البلد .
لكل ما سبق ، وهذا غيض من فيض ، فإن المراقبين واثقون أن العدوان الذي شن على أنابيب النفط السعودية انطلق من العراق ، وإذا استذكرنا البيان الحوثي عقب قصف الأنابيب فإننا نتأكد وبلا أدنى ريب ، بأن التنسيق الاعلامي والعسكري بين الميليشيات الحوثية والعراقية يجري على قدم وساق عبر الحرس الثوري الايراني المجرم .
ولا يخفى على المراقب ورجل الشارع سواء بسواء أن المملكة السعودية مستهدفة من قبل قوى الظلام في ايران وعبر وكلائها في العراق وفي اليمن ، ومن قبل بعض القوى الكبرى التي تتكشف نواياها الحقيقية الظاهرة والباطنة تجاه العرب والمسلمين يوما بعد يوم ، ولكن بلاد الحرمين ودول الخليج عموما قادرة بإذن الله على تجاوز كل هذه المؤامرات مهما ادلهمت الخطوب وتكالب الاعداء!.
جى بي سي نيوز - الاحد 30-6-2019