الكُرَة الأمريكيّة
كنّا نتظرةه بشوق.
عاد أخي من السّفَر. وبعد الحفاوة والمجاملات والغداء، تحلّق الاولاد حوله،طمعاً بمعرفة « نصيبهم من الهدايا».
جرّ أخي حقيبة كبيرة وأخرج منها العاباً ،ومنها « كُرَة « قام بنفخها وإذا هي « ضخمة « يحيط بها « العلم الامريكي» بخيوطه البرتقالية ونجومه البيضاء.
فرِحَ الاولاد وتناقلوا الكُرة ،وانتقلت الى « الحارة». واشترك اولاد الجيران بركل الكُرة وسمعنا « زعيقا وامتلأت البيوت المحيطة والمجاورة ب « طوشات وشتائم الاولاد «.
لحظات، وجاء جارنا ابو قصيّ وقال» يرضيك يا جار ابنك ضرب ابني».
ـ طبعا لا
قلتُ له و»طيّبتُ خاطره» و» بُست راسه».
بعدها جاءت أُم صابر (وهي جارتنا الارملة ) واشتكت ان الاولاد،» شاطوا الكرة وإجت في وجهها».
وعلى الفور ،طلبتُ من زوجتي الاعتذار لجارتنا وتقبيل راسها.
ثم جاء مروان، الميكانيكي،وهدّد وتوعّد إذا الكرة إجت في بيتهم ،فسوف « يفقعها «،وكاد يفعلها ،لولا « احترامه للجيره» .. كما زعم .
أصوات اولاد جارتنا ،زادت ومشاكلهم انتقلت الى الحارة المجاورة ،وتكوّنت « عصابات» من الاولاد،كل مجموعة تريد النّيْل من المجموعة الأُخرى.
وهكذا ، زادت الكراهية في حارتنا وخسرنا « ام صابر» و « ابو قصيّ» و» مروان « الميكانيكي وجيراننا القريبين والبعيدين.
( هذا اللي إجانا من الكرة الأمريكية )
قالت زوجتي لأخي الذي شعر بالحرَج من هديته التي حوّلت حارتنا الى « صحن عِجّة « ..!!
الدستور-