ميكانيكا الكم .. الالكترون والعرب والجنس !
قبل ثلاثة أعوام خصصت الصين مليارات الدولارات من أجل ابحاث ما يعرف بـ " الكوانتم "quantum) ) وهو مصطلح فيزيائي لاصغر وحدات طبيعية على الاطلاق ، تبينها العلماء على فترات متفاوتة في القرن العشرين من خلال نظريات اطلق عليها " ميكانيكا الكم" وهي نظريات نسفت قواعد العلوم عندما قطعت بأن كل القوانين المعروفة هي قوانين احتمالية وليست حتمية ، وذلك بعد الاكتشاف الصاعق الذي أظهر بلا أدى شك بان " الالكترون " Electron) ) هو في الحقيقة ليس جسيما فحسب كما درج عليه الاعتقاد ، بل هو جسيم وموجة في نفس الوقت ، وبأنه يتواجد في مكانين في ذات اللحظة ، وبأنه لا يمكن التنبؤ بتصرفه في عوالمه الخاصة ، وغير ذلك من اسرار تقرر استغلالها عالميا منذ بضع سنوات فقط بعد أن وصلت الحواسيب الحالية الى اقصى مدياتها ولم يعد بإمكانها اجتراح أي جديد ، ولذلك ستعمد الصين على استغلال هذه النظرية العلمية " المجربة " لصنع حواسيب جديدة ، وبعد الصين وقع ترامب نهاية العام الفائت 2018 على قرار رئاسي ببدء العمل في بحوث الكوانتم في الولايات المتحدة مما حدا بجوجل قبل عدة شهور الى الاعلان عن صنع حاسوب بهذا النظام من المتوقع - مع التوسع به - أن يحدث ثورة صاعقة ، ابرز معالمها - وهذا غيض من فيض - : أن تكون الحواسيب الكوانتية أسرع من التقليدية بآلاف المرات ولديها قدرات خارقة لم تكن تخطر على قلب بشر ، وهو اكتشاف زلزل اركان العلم ولم يصدقه اينشتاين نفسه إبان بحوث الكم الأولى ، فأطلق مقولته الشهيرة غير مصدق : " إن الله لا يلعب بالنرد " .. وكذلك فعل الاتحاد الاوروبي الذي رصد مؤخرا مليار يورو بشكل أولي لتطوير الابحاث من اجل صناعة هذه الكومبيوترات الكوانتية التي هي ثورة الثورات في القرن الحادي والعشرين .
بدأت مقالتي بهذه الوجهة العلمية بعد أن رأيت مرافقي العسكر الجدد في السودان يلقنونهم ماذا يقولون وعلى الهواء مباشرة ، دون أن يفطن الملقنون والملقنين بأن الملايين تشاهدهم ، بينما يقوم هؤلاء " العسكر الجدد " بتقليد زعيمهم السابق القابع في السجن أثناء هزه العصا ، وبعد أن رأيت العسكر في الجزائر مصرين على اصدار بياناتهم في غرف تشبه غرف العمليات الحربية مؤكدين بأن التحول سيتم فقط وفق المنظومة العاملة اياها ، أي السيستم نفسه مع تغييب وجوهه الرئيسية وعلى رأسها بوتفليقة وشقيقه واركانه من الأسماء المعروفة ، وبدأتها كذلك بعد أن رأيت حرب داحس والغبراء في ليبيا ، وبعد أن رأيت ثلثي سوريا جبالا من الركام ، و12 مليون سوري إما لاجئا وإما نازحا وإما في السجن أو المستشفى أو القبور السرية والعلنية ، وملايين العراقيين مهجرين من ديارهم وبلادهم بعد أن سويت مدنهم بالأرض ، وملايين اليمنيين يراد لهم القتل والذبح بسكين الحوثي والايراني على مرأ ى ومسمع العالم المتآمر على اليمن وشعبه وحكومته الشرعية وعلى التحالف العربي ، وبعد أن رأيت الفلسطينيين يصيحون " يا وحدنا " والمصريين يعودون القهقرى الى الخوف على رغيف الخبز الذي بات الأمل الأغلى والهدف الاسمى ، وهلمجرا ...
استهللت مقالتي عن "ميكانيكا الكم " بعد أن التفتُّ الى الواقع لأجد كل هذه الأمة غثاء يتخبطها المرض والغربة والضياع ويحيط بها الجهل من كل جانب ..
بعد أن خلصت احدى الدراسات اعتمادا على محرك جوجل : أن العرب هم أكثر شعوب العالم بحثا عن " الجنس " في الانترنت .
اين نحن من هذا العالم !!.
جى بي سي نيوز - الأحد 7-7-2019