مؤتمرات سنوية للمغتربين الأردنيين في الخارج
بالرغم من اطلاق اسم وزارة شؤون المغتربين للمرة الأولى منذ سنوات، والحاقها بوزارة الخارجية، الا اننا لم نسمع عن اية افكار او خطط لربط هؤلاء المغتربين مع الوطن الام والتواصل معهم بشكل مؤسسي والعمل على حل كل قضاياهم ومشاكلهم وخاصة ما يتعلق بجنسية ابنائهم وحرصهم على ان يحصلوا على الجواز الاردني وشعورهم بالاطمئنان على الاستثمار في المملكة.
فقبل نحو خمسة وثلاثين عاما قامت الحكومة بخطوة إيجابية كبيرة عندما أقامت جسورا مع المغتربين الاردنيين في انحاء العالم وأقامت العديد من مؤتمرات المغتربين بحضور الآلاف من ابنائنا لكننا فوجئنا بإلغاء هذه المؤتمرات التي استطاعت ان تحقق إنجازات كثيرة للوطن والمغتربين على حد سواء.
بداية إنشاء الجامعات الاهلية في المملكة كان على يد المغتربين حيث تشهد الارقام حاليا بأن عشرات الآلاف من الطلاب من المملكة وخارجها وأعضاء الهيئات التدريسية والاداريين والفنيين تم استيعابهم بهذه الجامعات؛ ما وفر العملة الصعبة بمئات الملايين من الدولارات وفرص العمل لآلاف الاسر الاردنية.
قام العديد من المغتربين بمشاريع إسكانية كبيرة وفرت ايضا عشرات الآلاف من الشقق السكنية واستمروا في الاعمار والبناء وساهموا بإقامة المستشفيات والمدارس الثانوية النموذجية وعشرات الفنادق والمطاعم.
وقد حققت الدولة للمغتربين امتيازات ما زالت تنعكس على حياتهم حتى الان، وفيها ازدواجية الجنسية والاعفاءات الجمركية عن العودة والقبول في الجامعات ببرامج خاصة، والاهم من كل ذلك هذا التواصل الروحي والمادي بين الوطن وأبنائه في الخارج.
ففي الوقت الذي يدعو فيه جلالة الملك عبدالله الثاني الى تشجيع الاستثمار وحث القطاع الخاص على القيام بدوره في التنمية الاقتصادية وتقديم مبادرته، نرى ان هناك فرصة كبيرة لاستقطاب رؤوس الاموال الاردنية العاملة في الخارج بعدة وسائل وفي مقدمتها بعث الحياة بمؤتمرات المغتربين الاردنيين، بحيث يتم الاستفادة من التجارب الماضية وان تعقد مؤتمرات متخصصة للاطباء والعلماء الاردنيين والمغتربين وآخر للمهندسين واخر لرجال الاعمال والاقتصاد واخر للشباب والجامعيين وآخر للمرأة الاردنية المغتربة في الخارج بحيث تطرح القضايا الرئيسية على هذه المؤتمرات المتخصصة ويتم تبادل الخبرات بين الاطباء والمتدربين والاكاديميين وغيرهم من شرائح المجتمع من اخوانهم المغتربين ويتم الاستفادة من تجاربهم وقد نصل الى الحلول لبعض قضايانا الاجتماعية الاقليمية أو العملية، وان المغتربين ستتوفر لهم فرصة ثمينة للاطلاع على الفرص الاستثمارية الموجودة في المملكة خاصة وقد اصبح لدينا المنطقة الاقتصادية الخاصة في العقبة والمنطقة الاقتصادية في المفرق والثالثة في اربد ولدينا مشاريع إعمارية ضخمة وأبراج وتطوير منطقة العبدلي والزرقاء وإعمار شاطئ البحر الميت وكلها تحتاج الى رؤوس اموال نفضل ان تكون عربية ومن ابنائنا المغتربين في الخارج.
عقد مؤتمر عام للمغتربين فرصة نادرة لنا ولابنائنا في الخارج؛ فقد حدث في الماضي ان البعض استقر في الخارج منذ عقود وان مثل هذا المؤتمر حرك في نفسه وبعائلته الحنين للوطن، فكان الحضور المكثف في مؤتمرات المغتربين وكانت بعد ذلك المشاريع العديدة التي اقيمت وشدت اليها استثمارات العديد من ابنائنا المغتربين في الخارج.
الدستور =