تحويل الداء إلى دواء!!
الكل يشكو بلا توقف، من الانتهاكات المؤذية الكثيفة، التي تتم على منصات التواصل الاجتماعي. وفي الواقع نحن نشكو من الاستخدامات غير الرشيدة على المنصات، التي هي من صنعنا وترويجنا !!
يتم تلفيق تصريح ما، فيسارع عدد منا الى تعميم التلفيق بما يحمل من قبح وسواد، في حالة غريبة هجينة من جلد الذات وإذلالها وتحقيرها.
أليس من تمام العقل، ان لا ينساق الأسوياء خلف غير الأسوياء، الذين ينتظرون توفر أية مادة مسيئة، من اجل ممارسة اللطم والاستمتاع بجلد الذات؟
أليس الواجب ان نعمل بجد من اجل ان ينساق غير الأسوياء خلف الأسوياء؟
من أبلغ الطعنات التي وجهت الى الأردن وجامعاتنا، الإشاعة التي تم تلفيقها على لسان وزير التربية والتعليم، ولاقت رواجا وتهكما وشتما وتشويها على المنصات، و هي أن طالبا قطريا حصل على شهادة بكالوريوس اردنية بـ 8 أشهر.
المتربصون والهدامون في حالة ترقب وتلهف، وعدد منا في حالة استسلام وقبول بما يلقون الينا من غث الكلام وسفيهه وسقيمه.
يمكننا ان نحول التحدي المتمثل في الاستخدامات غير الرشيدة للمنصات، الى استخدامات رشيدة بناءة مفيدة، مع التأكيد على اهمية وضرورة النقد البناء ولزومه في معركة الاصلاح والتجديد.
هل يعقل ان يركب الارهابيون لسنوات طويلة متون المنصات ويسخرونها لاغراضهم الهدامة في التجنيد وجمع الاموال، ولا نتقن نحن الا محاربتهم على هذه الجبهة؟
هل يعقل ان يسخر مروجو المخدرات والجنس، والمتجرون بالبشر والسلاح والايقونات والآثار، وبائعو الأعضاء البشرية، والدجالون بائعو صكوك الغفران، منصات التواصل ولا نفعل سوى كشف غاطسهم فائق العمق؟
الدول بمؤسساتها وقدراتها الفائقة التنظيم والإمكانيات والاتصالات والتحالفات، عليها ان تخرج من خندق الدفاع عن النفس، من السلبية وردات الفعل، الى المبادأة والفعل، والى الامساك بزمام المبادرة في الحرب مع كل اشكال الخروج على القانون والدين.
بوسعنا ان نحافظ على نقاء المنصات، للوحدة الوطنية والخير والمعرفة والبحث والاتصال والمعلومات والتعبير والرأي والرأي الآخر.
علينا من أجل ذلك أن نتحقق، قبل أن نعيد توجيه ما يصلنا.
الدستور