أنا مظلوم وأنت مظلوم فمن الظالم؟!
«أنا مظلوم وأنت مظلوم» هذه النتيجة التي انتهى إليها النقاش الحاد جدا بين مدير إحدى المدارس في طبربور وبين أبي بلال الذي جاء إلى المدرسة لتسجيل ابنه فيها بعد أن رحل إلى المنطقة مؤخرا.
بعد أن علا صوته لأنه لم يجد مكانا لابنه في المدرسة، اصطحبه المدير في جولة في الشقة المستأجرة التي تحولت إلى مدرسة!
تخيلوا عندما تتحول شقة سكنية إلى مدرسة! تخيلوا مساحة غرفة الصف! تخيلوا مساحة حوش الدار، أقصد ساحة المدرسة! تخيلوا دورات المياه!
«اُنظر إلى هذه الغرفة الصفية» قال المدير لأبي بلال، «في هذه الغرفة جلس ثلاثة طلاب على الأرض العام الماضي لعدم وجود مقاعد لهم». أما المقاعد فهي أشبه بالأثاث المستعمل الذي يرفض الباعة المتجولون شراءه بأي ثمن.
«الطلاب فوق بعضهم البعض»، بعضهم أصيب بالسل وأمراض معدية، فالمكان المزدحم بيئة خصبة لانتقال الأمراض السارية والمعدية. هكذا قال المدير، مضيفا: «أنصحك أن لا تضع ابنك في هذه المدرسة».
ذات الأمر واجهه أبو بلال عندما ذهب لمدرسة الإناث في ذات المنطقة، فوجد مديرة المدرسة على الباب، وأخبرته أنها لا يمكنها قبول أي طالبة، فالأعداد فوق الطاقة، والوضع مزر.
المدير والمديرة استوعبا أبا بلال، واعترفا بأنه مظلوم، لكنهما قالا له: «ونحن مظلومون أيضا، يضعوننا في بوز المدفع، ماذا نفعل، الوضع مزر جدا».
خلاصة الأمر: أبو بلال مظلوم، ومدير المدرسة مظلوم، فمن الظالم إذاً؟ سؤال برسم الإجابة من الجهات المختصة أو غير المختصة! الأمر سيان!
السبيل