بين مفاوضات طالبان ومفاوضات عباس
تجري واشنطن ومنذ فترة محادثات رسمية وبشكل علني مع حركة طالبان الأفغانية التي تصنفها الولايات المتحدة حركة إرهابية.
في آخر جولة من المفاوضات التي شارك فيها عدد من ممثلي طالبان المصنفين إرهابيا، قال المبعوث الأمريكي: «حققنا تقدما ملموسا في جميع بنود اتفاق السلام الأربعة، وهي: ضمانات محاربة الإرهاب، وسحب القوات (الأجنبية من أفغانستان)، والمشاركة في حوار ومفاوضات بين الأطراف الأفغانية، وتطبيق وقف شامل ودائم لإطلاق النار».
لا يوجد من بين البنود قضية إلقاء السلاح أو وقف هجمات طالبان على القوات الأمريكية والقوات الموالية لهم، فهذا هراء بالنسبة لطالبان لدرجة أن واشنطن لم تجرؤ على طرح مثل هذا البنود، وطالبان تعلم أن سلاحها وهجماتها هو مصدر قوتها، وهو الذي أرغم الأمريكان على الجلوس معهم، فكيف يتخلون عن أهم نقاط قوتهم بالمجان. وهم يعلمون أنهم إذا ما تخلوا عن سلاحهم، وأوقفوا هجماتهم فسيركلهم الأمريكان في مؤخراتهم.
لم تطلب حركة طالبان المفاوضات، بل اضطر الجانب الأمريكي الذي أرهقت قواته هناك للتفاوض معهم لتأمين انسحاب أمريكي هادئ من جهة، وضمان المصالح الأمريكية ما أمكن من جهة أخرى، وضمان أمن من تعامل معهم في الأفغانستان إن أمكن كذلك.
طالبان اختارت التفاوض مع واشنطن، ورفضت التفاوض مع «دميتها» في كابول كما يحلو لها أن تسمي الحكومة الأفغانية، ولكنها مع ذلك لا زالت تشن الهجمات على القوات الأمريكية وحلفائها الأفغان، وهذه استراتيجية طالبان «التفاوض على وقع القتال».
لا يوجد مفاوضات بين طرف قوي وطرف ضعيف، هنا يكون الإذعان، أو على الأقل التسول سيد الموقف.
السبيل