عمان والدوحة.. عودة ميمونة
اخيرا قررت عمان اعادة العلاقات مع الدوحة الى سكتها الصحيحة، فقد قرر مجلس الوزراء بالامس تسمية الدبلوماسي المخضرم زيد اللوزي سفيرا اردنيا في قطر.
وفي ذات السياق، وافق مجلس الوزراء على الاسم الذي رشحته الدوحة ليكون سفيرا لها في عمان، وهو الشيخ سعود بن ناصر آل ثاني، المنتمي للاسرة الحاكمة، ويعد خطوة بارزة ووازنة.
«سنتان كبيستان» على حد وصف المخضرم ممدوح العبادي من المقاطعة الجزئية والخجولة، لم تكن قرارا ذاتيا، ولم تكن ثمة مشكلة بيننا وبين الاشقاء.
القطريون تفهموا بعقلانية كبيرة خطوة تخفيض التمثيل الدبلوماسي، ولم تجعلهم عدوانيين معنا، على العكس من كل ذلك، ففي احداث الرابع الرمضاني سارعوا لتقديم المساعدة ماليا وفرص عمل.
الاردن يقرر اعادة العلاقات كما كانت، عودة للطبيعة القائمة على المسافة الواحدة من الاشقاء، فلا مصلحة لنا في الاحلاف الخلافية الجارية في المنطقة.
لسنا طرفا في الخلاف الخليجي الداخلي، ولسنا معنيين بقراءة النقاط التي قام عليها الخلاف، ولا التفاعل معها، وبمجرد ان لاحظنا احتمالات ان تطول الازمة كان العقل المنطقي يقول بضرورة اعادة العلاقات.
دول حصار ومقاطعة قطر لم تعد ذات بريق كبير لكي ننصاع لرغباتها، فما جرى في الملف الفلسطيني عمّق مسافة الرغبة الاردنية بالابتعاد عنها قرارا ومصلحة.
رغم ذلك، فلن تكون عملية اعادة العلاقة بين الدوحة وعمان على حساب علاقتنا مع الآخرين، ولا هي بمثابة انقلاب على بعض تلك الدولة، وهذا لا يمنع من كونها رسالة تحمل التغيير في المسافات الاردنية.
نعود للعلاقة مع قطر، فبتقديري انها ستمر في قادم الشهور بمرحلة انفتاح بنيوي غير مسبوقة في تاريخها، ولا سيما في الجانب الاقتصادي وحجم العمالة الاردنية هناك.
كما انها ستكون مريحة، فحكام الدوحة «الامير تميم وطاقمه» لن يحمّلوا العلاقة بأي حمولة سياسية او كلفة، فسنوات التخفيض اثبتت اننا نتعامل مع عقلية خليجية مختلفة.
نرحب بعودة العلاقات الى طبيعتها، ونتمنى ان يعاد الترخيص الى مكتب قناة الجزيرة في عمان، وان نحافظ على سياسة المسافات المتساوية
من كل الاشقاء.
السبيل