الغبي والكفؤ
ازمة دبلوماسية عصفت لساعات بالعلاقات الامريكية البريطانية عقب تسريب مذكرة للسفير البريطاني في واشنطن كيم داروش، وصف فيها ترمب بأنه غير كفؤ وغير مستقر؛ ليرد ترمب على السفير بالقول انه شديد الغباء ولا نريد التعامل معه في امريكا؛ ما دفع تيريزا ماي للوقوف الى جانب سفير بلادها الذي نزع بدوره فتيل الازمة بتقديم استقالته.
ازمة السفير البريطاني كادت ان تتحول الى ازمة سياسية داخلية في بريطانيا والسبب حالة التصارع الداخلي بين وزير الخارجية الحالي هانت ورئيس الوزراء المقبل جونسون الذي تولى بدوره منصب وزير الخارجية في حكومة تيرزا ماي المستقيلة.
هانت وجونسون تنافسا على زعامة حزب المحافظين لتولي منصب رئيس الوزراء خلفا لماي ما ادى الى انتشار التكهنات حول وجود مؤامرة داخلية في اروقة الحكومة البريطانية افضت الى تسريب المذكرة؛ وذهب آخرون للاشارة الى المفاوضات التجارية بين بريطانيا وامريكا والتي ستمكن بريطانيا من تخطي عقدة البريكست والانفصال عن الاتحاد الاوروبي؛ فالمذكرة المسربة سلطت الاضواء على العديد من الازمات التي تواجهها بريطانيا ومقدار تعلقها بالولايات المتحدة الامريكية وتعقد علاقاتها مع الاتحاد الاوروبي.
في كل الاحوال فإن الدبلوماسي المحترف الذي وصفةه ترمب بالغبي اثر الاستقالة لتجنيب بلاده ازمات متعددة ومتشعبة؛ في حين ان ترمب سيرشح نفسه للانتخابات لحقبة جديدة مدخلا بلاده في مستنقع من الازمات وهو امر مضحك ومسلٍّ.
السبيل - الخميس 11/يوليو/2019