الحكومات والشامبو
في حوارها مع مجموعة من الشباب، قالت وزير الإعلام جمانة غنيمات إن الأردن «بدأ يخرج تدريجيا من الأزمة الاقتصادية التي عانى منها خلال السنوات الماضية»، مشيرة إلى أن «برنامج الإصلاح المالي مستمر حيث أنهت الحكومة مراجعتين مع صندوق النقد الدولي، وتتطلع لاستكمال البرنامج، ومن ثم البدء ببرنامج إصلاح اقتصادي جديد يكون الهدف منه تحفيز النمو وليس فرض ضرائب جديدة، تثقل كاهل المواطنين».
ذكرتني التصريحات الحكومية السالفة بقصة بائع الشامبو الذي كان يتجول في حارات الزرقاء القديمة، حيث كان يصيح بأعلى صوته: شامبو ضد القشرة، شامبو للشعر الدهني، شامبو للشعر المتقصف، شامبو للشعر الجاف، كل أنواع الشامبو موجودة.
وكما ذكر لي جار لهذا التاجر المتجول على مركبته «البكم»، فإنه يشتري برميلا كبيرا من الشامبو، ثم يبدأ هو وأولاده بتفريغه في العبوات المخصصة للبيع، وينادي الرجل: هات يا ولد عبوات ضد القشرة، فيحضر الولد العبوات الملصق عليها «شامبو ضد القشرة» فيُعبئ عشر أو عشرين عبوة، ثم يقول له: هات يا ولد عبوات الشعر الدهني، فيحضر الولد العبوات الملصق عليها الشعر الدهني، فيعبئها من ذات البرميل، وهكذا. ثم ينطلق ليبيع جميع أنواع الشامبو!!
وهكذا حكوماتنا، فهي الوحيدة التي تحتكر وصف الاقتصاد، فحين تريد يصبح الاقتصاد سيئا والموازنة تعاني والأوضاع صعبة، وحين تريد يصبح الاقتصاد جيدا والدينار قويا، والتحسن ملحوظا.
تعددت الأوصاف والاقتصاد واحد.
في الحقيقة أن جيب المواطن هو القادر على توصيف الاقتصاد بشكل دقيق، وليس بائعي الشامبو!
السبيل - الخميس 11/يوليو/2019