ما هو القطيع..؟
قلتُ لـ((الأرفل)) : متى تشعر بأنك مع القطيع؟ أو من القطيع؟..غضب الأرفل غضباً أكثر من شديد..وامسك يدي اليمنى ولواها إلى خلف ظهري وقال لي وصوته الهادر يخترق مستوى الصوت المسموح به في طبلة أذني: ولك يا ابن الكزا مزا ؛ متى كان الأرفل مع أو من القطيع ؟ كلّ هذا الشيب الذي تراه لأنني رفضتُ القطيع..!
قلتُ له وانا اتأوّه: طيب خلص اترك ايدي مشان الله ..تركها وحضنني وقال وهو ينظر بعينيّ : القطيع يصفّق بالطالعة والنازلة وانا لا أصفّق لأحد..القطيع ينام وهو يحلم برؤية مسؤول وانا لا أحلم بأي حد من هؤلاء..القطيع ينتظر من يفكّر عنه ؛ وانا مشكلتي باستخدام عقلي..القطيع يتعاطى مع الحياة باعتبارها (عشباً) وانا أتعاطاها باعتبارها تفاصيل صغيرة وكبيرة تستحق أن تُعاش..القطيع دائما ينتظر (الحاوي) وانا لا حاوي يملأ عيني..القطيع يذهب للمسلخ بنفس الخطى التي يذهب فيها للمرعى ؛ وانا ما زلتُ أقاوم المسلخ واقاوم معه كلّ خطوة على تكون باتجاه فلسطين ..القطيع يُساق بالعصا وبالكلب و (بالمرياع) ؛ أدوات الراعي الرسمية ..وأنا ما زلتُ أتجلّى لأكون حرّاً في زمن العبودية هذا..!!
قلتُ له: وآآآآل كل هذا هو القطيع ...؟ قال لي: بل واكثر؛ القطيع يبيعه الراعي لراعٍ آخر أو لجزار..أما أنا فأسعى لفكّ عقدة القطيع كي أعيد اليه انسانيته..وهاتلك سيجارة خلينا نمجّ عليها بلا ما نخبص أكثر..!
الدستور