عن قصف طائرة داعش لمعسكر حزب الله وردة الفعل الأمريكية
سارعت وزارة الدفاع الامريكية الى نفي أي صلة لها بقصف معسكر لحزب الله العراقي في محافظة صلاح الدين ، والذي خلف قتلى واصابات في صفوف الحرس الثوري ومقاتلي الحزب الذي يعتبر نسخة طبق الاصل عن حزب الله اللبناني .
الطريف في ردة الفعل الأمريكية ، أنها تم تأكيدها أكثر من مرة ، تارة بأنه "لا علم لنا " وتارة "بأننا نحقق " وأخيرا بأنه " لا علاقة لنا " .
إلى هذه الدرجة وصلت حرارة الفزع الأمريكي من قصف موقع لميليشيا اجرامية ارتكبت كل الموبقات بحق أهالي الموصل والمحافظات السنية ، بل إن من المفارقات أن نشر هذا الخبر كشف بأن المعسكر الذي تم قصفه يحوي سجنا لمئات الشباب من أهالي المناطق الوسطى والغربية والشمالية ممن اختفوا ولم يعثر لهم على اثر .
لم تعلق الولايات المتحدة على مصير هؤلاء الشباب الذين وصموا بالانتماء لتنظيم داعش الارهابي مع أن ذوي العشرات منهم قدموا للمنظمات الحقوقية العراقية والدولية ما يثبت بأن ابناءهم تعرضوا اصلا للتنكيل من قبل التنظيم المتطرف ، وإن بعضهم محكوم عليه بالاعدام من قبله ولم تعلق أيضا على أن الحرس الثوري هو الذي يهيمن على هذه الميليشيات الطائفية التي قصفت محيط السفارة الامريكية ، والشركات الاجنبية في البصرة ، وهي ميليشيات خرجت الى النور بفتوى دينية من علي السيستاني تحت ذريعة " الجهاد الكفائي " وتحت مسمى " الحشد الشعبي " الذي سرعان من استغلته ايران وتمكنت من الهيمنة عليه قلبا وقالبا .
وكما قالت المعلومات ، فإن القصف جاء بطائرة مسيرة وبأن الطائرة ألقت قنبلة صغيرة نوعا ما على تجمع لهؤلاء ،مما يشي بأن القصف جاء من قبل تنظيم داعش الذي لا زالت له جيوب ومقاتلون في الصحراء أو في المغائر او حتى في المدن ممن يطلق عليهم " خلايا نائمة " ، وقد ذهب البعض لهذا لاعتقاد بسبب اسلوب داعش مع هذه الطائرات المسيرة ، وبسبب حجم القنبلة التي القتها الطائرة " المجهولة " .
كل ما نسمعه من الولايات المتحدة عن أذرع ايران التي تنشر الخراب في المنطقة ليس سوى كلام فارغ ، إذا وزن بميزان المواقف الرسمية " العملية " التي تتخذها واشنطن ضد طهران او ميليشياتها في المنطقة ، ومنها أن هذه الميليشيات كانت تقاتل على الأرض بينما تقوم الطائرات الأمريكية بتغطيتها .
ويذكرنا هذا الموقف الأمريكي ، كيف أن الولايات المتحدة احتلت افغانستان بالتوافق والتنسيق مع ايران ، وكيف أنها تدخلت في اليمن تحت علم وبصر أمريكا ،بل إن الطائرات الامريكية المسيرة كانت تساعد الحوثيين في حربهم ، وكيف أنها احتلت العراق بنفس الطريقة ، ولكن بصورة اوسع واكثر وضوحا حيث تحالفت مع الملالي ومع المعممين على تسلم البلد وتنحية السنة ، ومواقع الأرشفة والصحف العالمية المحترمة والقنوات الرصينة تضج بهذه الحقيقة الجازمة عن تحالف امريكي غربي - ايراني في اكثر من ملف في المنطقة ، وعن أن هذا الخلاف الاخير كما قلنا اكثر من مرة ، ليس سوى على النفوذ وحدوده الدنيا والعليا ، وها هي فرنسا تعمل لدى الملالي كرجل اطفاء لحماية المصالح الايرانية وبذل كل ما بوسعها من اجل الابقاء على الاتفاق النووي وعلى عملية التبادل التجاري والمالي .
إنها لعبة مكشوفة يمارسها الغرب والشرق على حد سواء ضد مصالح الامة العربية والاسلامية وثرواتها وحاضرها ومستقبلها .
لا قوة الا بالله !.
جى بي سي نيوز - الأحد 21-7-2019