هدم البيوت وتضييق الخناق على القدس
قامت قوات اسرائلية كبيرة، فجر الامس، باقتحام وادي الحمص، ببلدة صور باهر في القدس، استعدادا لهدم اكثر من مائة شقة يقطنها مقدسيون، مجبرين سكانها على اخلاء بيوتهم.
مشهد الهدم الذي نقلته الفضائيات كان مؤلما، مهينا، تشعر من خلاله، بحجم الاستفراد الاسرائيلي بمدينة القدس، فالمدينة وحيدة في مواجهة آلة جبارة ونهم غير مسبوق.
الرئاسة الفلسطينية ادانت الهدم، وحكومة رام الله نددت بالهدم مستخدمة لغة خشبية عتيقة عنوانها «التطهير العرقي»، وللاسف كل ذلك لا يسمن ولا يغني من جوع.
الخناق يضيق على المدينة المقدسة، جغرافيا وديموغرافيا، فالسعار الصهيوني يتسارع بتهويد المدينة ومقدساتها، كما انه يعمل بقوة على تفريغ المدينة من اهلها.
القيادة السياسية والامنية في الكيان الاسرائيلي، تدرك ان «فلسطين والاردن» يعيشان حالة انكشاف استراتيجي بسبب ظروف الاقليم الحالية، وهذا يساعدهم على التمادي في استهداف القدس.
ناهيك عن هرولة عواصم عربية ثقيلة نحو التطبيع والحب مع اسرائيل، فالفصل المقيت بين مسار الحقوق الفلسطينية وبين العلاقة مع تل ابيب يغري الصهاينة اكثر المضي بالسيطرة اكثر على المدينة المقدسة.
صحيح ان اسرائيل في توقيتات صلابة الموقف العربي وتوحده كانت تتمادى على القدس، لكن في حينه كان ثمة رادع يجعلها تحسب الف حساب للاجراءات الكبيرة.
المقدسيون بدورهم، صامدون، يحاولون بشتى الطرق، ولا زلنا نرى فيهم خط الدفاع الحاسم في معركة المكاسرة على تهويد المدينة.
لكن هذا لا يكفي، وتركهم وحيدين سينال من صمودهم، لذلك لابد من رفع مستوى التنسيق الاردني الفلسطيني في موضوع القدس، ولابد من الانتقال من مرحلة التنديد اللفظي الى الاجراءات العملية الحاسمة.
سياسة الامر الواقع التي تسير بها اسرائيل قدما لابد من عرقلتها وابطاء حركتها مهما كانت الكلفة، فالقدس في خطر حقيقي، والوقت يداهم المدينة، والتراخي سيجلب الندم.
السبيل = الثلاثاء 23/يوليو/2019