اليمين الإسرائيلي وهاجس اليسار الملون
مع اقتراب موعد الانتخابات في الكيان الاسرائيلي يوم 15 ايلول سبتمبر القادم تزداد الساحة الصهيونية اضطرابا وفوضوية؛ فاليمين الاسرائيلي ممزق وما يمكن تسميته باليسار في حالة تخبط عاجز الى حد كبير عن الاستفادة من الفوضى وحالة التمزق والتفكك التي يعاني منها اليمين بشقيه القومي العلماني والمتدين الحريديم.
لا يقتصر الامر على التخبط في صفوف اليسار او الجناح المناهض لليكود وحلفائه اذ يمتد الامر نحو النزعة الانتهازية لدى حزب العمل وكتلة ازرق ابيض والتي تأمل بحكومة ائتلاف موسعة على حساب اليمين المتدين واليسار المتلون بأطياف قومية مرفوضة صهيونيا؛ ففي خضم هذه الفوضى تبرز الكتل والاقليات كيهود الفلاشا (القومية الاثيوبية) والعرب الفلسطينيين الساعين لتوحيد صفوفهم وقوائمهم الانتخابية؛ فالفوضى القائمة من الممكن ان تسهم في تعاظم تأثير العرب على عكس ما حدث في انتخابات نيسان الفائت؛ كما يبرز الفلاشا ككتله وازنة تتحرك على وقع الازمة الاجتماعية والاحتجاجات التي اشعلها مقتل احد اعضاء هذه القومية.
رغم ذلك فإن الصورة تبدو مبالغا فيها؛ فالعرب الفلسطينيون بالاساس منقسمون في موقفهم من المشاركة في انتخابات الكنيست، كما ان يهود الفلاشا او القومية الاثيوبية تتصرف بغوغائية وغير منظمة امر يسهل استغلالها واستثمارها حتى من احزاب اليمين الاسرائيلي؛ غير ان هذه الحقيقة لن تمنع من تحولهم الى عامل مهم من عوامل هندسة الحملات الانتخابية والتحالفات الانتخابية او التحالفات والائتلافات البرلمانية المستقبلية؛ او في اضافة هواجس جديدة تؤثر في شكل وتركيبة التحالفات لتفسر غياب المنطق الفكري عنها كاجتماع العلمانيين والمتدينين تحت راية واحدة في الكيان.
امام هذه الهندسة المضطربة يطرح سؤال مهم عن تداعيات هذه الهندسة المضطربة على المشهد الداخلي في الولايات المتحدة الامريكية؛ فالسياسة الداخلية في الولايات المتحدة تؤثر وتتاثر بالتحالفات السياسية القائمة بين نتنياهو وادارة ترمب و الحلول السياسية والتحالفات المطروحة ةالتي يشرف عليها غرينبلات وكوشنر؛ فجل الحملات الانتخابية لنتنياهو تركز على هذه التحالفات والانجازات والتي كان آخرها تجربة صاروخ حيتس 3 في الاسكا؛ اذ يمثل احد اوجه التعاون واحد اوجه الحملة الانتخابية ايضا لنتنياهو.
فنتنياهو يطرح نفسه كمنقذ للكيان من تهديدات المقاومة وفي نفس الوقت كأحد ابرز الفاتحين للعواصم العربية امام التطبيع؛ تكتيك لم يعد فعالا بذات القدر الذي كان عليه اثناء الحملات الانتخابية نيسان الماضي؛ فالمؤشرات على ان نتنياهو يواجه تحديات متعاظمة في انتخابات الاعادة واضحة؛ الا ان رهانه لا زال على عجز خصومه وهواجس الشارع الامنية ومخاوف اليمين المتطرف من صعود اليسار الملون كقوة مؤثرة في صياغة الائتلافات ستبقى قبة الميزان في الانتخابات المقبلة.
السبيل - الثلاثاء 30/يوليو/2019