قراءة من ثقب الباب !

تم نشره الثلاثاء 08 آذار / مارس 2011 03:31 صباحاً
قراءة من ثقب الباب !
ماجد شاهين


لسنوات ٍ خلت أو فاتت ، كنّا نظنّ أنّ ( ثقب الباب ) يكفي لقراءة ِ حالةٍ أو كشف ِ مستور ٍ أو ربّما كان ثقب الباب نافذة تطلّ على الدنيا من وجهة رأي أو زاوية نظر ( سياسيّين ومثقفين وإعلاميّن وسواهم ) ، لكن تحوّلات التطوّر الإنسانيّ ، أو انفلاتات الناس من قيودها ، دفعت إلى قراءة ( ثقب الباب وسم ّ الخياط والعين السحريّة ) بشكل ٍ مغاير .

لا تنفع ( الأبواب المواربة ) ولا أنصاف النوافذ الآن ، فالحالة لا ينبغي وصفها أو لا يمكن التعبير عنها سوى بعنوان
( الأزمة ) ، ويلطّفون اللفظ فيقولون : مشكلة صغيرة أو سوء فهم ٍ أو حدثاً عابراً ... ويبوء التفسير بالفشل مثلما يخسر من يحاول ( التقليل من شأن الصراع ) .

السياسيّ في أزمة ، وفي عمقها ، ويحاول الإفلات من قبضتها والهروب من استحقاقاتها بالتبرير و التعويم وبأدوات أخرى من أبرزها : نقل الأزمة أو محاولة توريط أكبر عدد من الأصدقاء أو الخصوم في أتونها ..ولا يسعى هذا السياسيّ أو ذاك للانكشاف أو المكاشفة ، فتتعمّق الأزمات و ينخرط في لعبتها آخرون تائهون أو صادقون أو منقذون حسب ظنهم ..والمثقف فقد المقدرة على الحضور الإيجابيّ في المشهد فاكتفى بالنحيب والبكاء و انحاز إلى الذريعة أو الصمت أو لقمة العيش ، ناسياً أو متناسياً ( مثلّث اهتماماته وثوابته ) ، فأغفل عن طيب خاطر ، أو لسبب ٍ آخر ، فكرة الحريّة والعدل ، مستعيضاً عن ذلك بلقمة الخبز التي يريدها بالفرص السانحة .

والإعلاميّون ( الثقاة و سواهم ) يكتفون بالفرجة والتعليق الهامشيّ على الأحداث و يسلكون دروب ( السلامة وأقلّ الخسائر ) في معالجاتهم وقراءاتهم .

لا أحد في المشهد ، وباستثناءات نادرة ، يسعى إلى المواجهة أو الوضوح ، فالمواجهة تقتضي التغيير و الإحلال واستبدال البرامج وتطويرها وتعديل أو تجديد لغة الخطاب ومفرداته ، ففكرة التغيير والتجديد تقلق أصحاب المشهد أو المنخرطين فيه ، وإلى حدّ كبير .. فالمقتنعون في التغيير والساعون إليه يتوقفون او ينكفئون بسبب ٍ من ( غياب الأدوات والممكنات ) أو بسبب ٍ من ( غياب الحاضنة ) ، فيما يتربّع (أعداء التغيير أو قادة الشدّ العكسي ّ ) على مكتسبات تحصّلوا عليها بالتقادم أو بغياب الأنداد أو بسبب ٍ من ( ضرورات سابقة اقتضت بقاءهم ) .

لا يكفي أن يصدح أشخاص أو سياسيّون بفكرة التغيير وحسب ، بل ينبغي عليهم احترام الفكرة والاعتراف بشراكة الناس والاقتناع بأنّ التغيير سلوك طبيعيّ أو واقعيّ تقتضيه التحوّلات في المكان والزمان وفي العقل البشريّ ، وكذلك تستوجبه قوانين وظروف الحاجة .

ولا تنضج فكرة التغيير من دون شروطها ، الحاجة والقناعة وهي شرط متوافر منذ زمن في مختلف القوالب والمجتمعات و الهيئات ، وأدوات التغيير وتلك يجترحها أشخاص مؤمنون بالضرورة والحاجة ، و بالتأكيد لا بدّ من وجود أشخاص مؤهلين لإدارة ( عملية الإصلاح أو التجديد ) ، ذلك كله ينبغي أن يتوافر في مجتمع ٍ واع ٍ قادر ٍ على استقبال الفكرة والانخراط في برامجها ... وفي الأغلب الأعم : يتوافر الشرط الأخير !

الفزعات لا تصنع تغييراً أو تجديداً ، وقد تصنع حلولاً مؤقتة ، وأعداء التغيير أو المستفيدون من حالة الجمود والسطوة هؤلاء لا يمكن أن يقودوا ( حراكاً إيجابياً ) ... فعيون المتسلطين وأهدافهم تنصبّ في زاوية واحدة عنوانها : ( المزيد من المكاسب وأنا ومن بعدي الطوفان ) .

من لا يؤمن بشراكة الناس سيخسر وإن ْ أسعفته ظروف البقاء فترة طويلة ، والمتغوّل ستأكله الأيام وناقلو المعارك أو ناقلو الأزمات سيحترقون بنارها وهم الآن يكتوون .



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات