يا قدس !!
دعوات كبار المسؤولين الصهاينة لتغيير الوضع القائم في الاقصى المبارك والقدس المحتلة عموما ،تحمل في طياتها مخاطر كبيرة ،وتكشف النوايا الحقيقية للعدو الاسرائيلي تجاه القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية فيها ،وخاصة الحرم القدسي الشريف ،وما دعوة وزير الامن الداخلي للكيان الصهيوني المحتل جلعاد اردان الاخيرة الى ضرورة تغيير الوضع القائم في القدس المحتلة ،من اجل تمكين اليهود الصهاينة المحتلين من اداء الصلوات التلمودية في المسجد الاقصى الاقصى المبارك ،الا تجسيدا للعدوان الصهيوني الخطير المرتقب ضد الاقصى ،خلال الفترة القادمة ،خاصة وان التهديد يأتي على لسان الرسميين الصهاينة وليس على شكل تهديدات ودعوات من منظمات صهيونية متطرفة ،كما يحصل في العادة .
الرد الاردني جاء فوريا وقويا على لسان الناطق الرسمي باسم وزارة الحارجية وشسؤون المغتربين سفيان القضاة ،برفض وادانة وشجب تلك التصريحات والدعوات الهستيرية المتطرفة من قبل وزير صهيوني يمثل حكومة الاحتلال في فلسطين المحتلة ،وتحذير تلك الحكومة المجنونة المتطرفة من مغبة القيام بمثل هذه الافعال وارتكاب هكذا حمافات غير محسوبة العواقب والنتائج.
مرحلة تكسير العظم ،التي وصلت اليها انتخابات الكنيست الاسرائيلي ،وحالة التوحش التي بدأت تظهر على سلوك المسؤولين الاسرائيليين ،وهم في سباق مرير ومحموم نحو الكنيست ،تأخذ ابعادا في غاية الخطورة ،ولم تقتصر على الساحة الداخلية الاسرائيلية ،ويتجه الجميع الى اظهار اقصى درجات التشدد والتطرف ضد الشعب الفلسطيني ،لكسب اصوات الناخبين الاسرائيليين المتطرفين وخاصة المستوطنين ،سواء فيما يتعلق بالقدس والمقدسات والاراضي الفلسطينية عموما ،او سياسة العنف المتبعة بحق ابنا الشعب الفلسطيني على صعيد القتل والاغتيالات والاعتقالاات وهدم المنازل والمنشآت ومصادرة الاراضي والتوسع الاستيطاني المتسارع والمكثف في جميع المناطق الفلسطينية ،لاثبات سياسة التهويد والضم ونسف اية فرصة او امكانية لاقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.
تغيير الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف بالنسبة للمحتلين ،يعني السيطرة الكاملة على المسجد الاقصى المبارك دينيا واداريا والتحكم بالصلوات والعبادات فيه زمانيا ومكانيا ،والتصرف كيفما يشاؤون ،كل ذلك بهدف ارضاء المتشددين اليهود لكسب ودهم وتعاطفهم واصواتهم من جهة ،وتنفيذا للمشروع الصهيوني المعروف ببناء الهيكل المزعزم مكان الاقصى المبارك .
اسابيع قليلة حاسمة وخطيرة تسبق موعد اجراء الانتخابات الاسرائيلية ،تنتظرها القدس والاراضي الفلسطينية المحتلة والشعب الفلسطيني تحت الاحتلال ،ربما تشهد تصعيدا اسرائيليا خطيرا ضد الارض والانسان والمقدسات ،في خضم المعركة الانتخابية غير المسبوقة في الكيان المحتل في ظل غياب فرص الحسم لأي من الحزبين المتنافسين على تشكيل الحكومة القادمة ،وخشية توجيه سهام البطش والعنف التنافسي بينهما نحو الجسد الفلسطيني المنهك برصاصهم اصلا .
انها فرصة نتنياهو الاخيرة ،لذا سوف يستخدم كل ذخيرته المخزنة في جعبه وفي جميع الاتجاهات ،وقد يكون الشعب الفلسطيني الهدف الاسهل لاظهار قوميته اليهودية وانتمائه الصهيوني والتزامه بتنفيذ المشروع الصهيوني المعروف على ارض فلسطين التاريخية من النهر الى البحر ،وفي الجهة المقابلة تشدد اكثر يقوده ليبرمان من جهة وحزب ابيض ازرق من جهة ثانية.
الدستور -