القدس.. المقاومة الشعبية والدبلوماسية الأردنية
اصطفّ وزير الخارجيّة الإسرائيليّ، يسرائيل كاتس إلى جانب وزير الأمن الداخلي، غلعاد إردان، إثر احتجاج أردنيّ على دعوات الأخير لتغيير «الوضع القائم» في المسجد الأقصى المبارك؛ موقف عبر عنه كاتس خلال لقاء معه على الإذاعة العامة الإسرائيليّة، صباح يوم امس الاربعاء 14 اب، إنّ «الأردن مفوّض من قبل الإسلام على الأماكن المقدّسة»، لكنّه استدرك: «يحقّ للوزير إردان طرح مقترحات للنقاش، هو لم يفرض مقترحه إنما طرحه. السيادة على الأقصى هي لإسرائيل».
كاتس حاله كحال وزير الامن جل ما يهمه اصوات الناخبين في اليمين الاسرائيلي اذ تجاوز في تصريحاته كل الاصول الدبلوماسية والقانونية في سبيل الدفاع عن سياسة اليمين وتمثلها في حزبه فمهمته كوزير خارجية هي الدفاع عن هذه السياسة وانجازها ومعادل ذلك هو الفشل والعجز عن تمريرها في المحافل الدولية.
ما قاله كاتس يكشف جزءا من التكتيك والخطاب السياسي الذي سيتم تبنيه في المرحلة المقبلة للترويج للاقتحامات وتحويلها الى امر واقع ورغم خطورتها الا انها ستبقى سياسة خطرة تقود الى انفجار امني يصعب التعامل معه على الصهيوني الداخلي فالكلف اعلى بكثير من المنافع المتوقعة لتبقى السياسة المتبعة ولغة الخطاب مرتبطة اشد الارتباط
بالمناخ الانتخابي.
اخيرا فإن مقاومة الشعب الفلسطيني والمقدسيين تعتبر المعيار الاساس لنجاح وفشل السياسة الاسرائيلية؛ فتواصل المقاومة تعني الفشل للكيان الاسرائيلي؛ اما فيما يخص الاردن فإن الثبات على الموقف السياسي والقانوني للقدس يعتبر المعيار الدولي والقانوني لفشل واحباط المسعى الاسرائيلي لشرعنة الاحتلال وسيادته على الاقصى وهو موقف لا يقل اهمية عن مقاومة الفلسطينيين التي تدخل في حسابات الكلف الامنية والاقتصادية للمعركة فالاردن سيبقى في المعركة المعيار الاساس في المواجهة الدبلوماسية والقانونية ولا يجوز التهوين من دوره بغض النظر عن تصريحات والتفاهات التي يتفوه بها المسؤولون في الكيان.
السبيل- الخميس 15-8-2019