الوطن لا تختزله فتاة ليل , ولا حادثة اطلاق نار, ولا جريمة قتل
- ساكون صريحة معكم ...؟؟ بحكم عملي سابقا وخصوصا في البدايات في الإعلام كنت ولسنوات عديدة متعاونة, مع جهاز الأمن العام كمعدة ومقدمة لبرنامج "العين الساهرة" , بالاضافة لعملي حينها في مؤسسة الإذاعة و التلفزيون الاردني , ومن منطلق ذلك فإن ما تسمعون به وتشاهدونه , الأن من أحداث وجرائم فردية تحدث كانت تحدث ايضا سابقا, لكن لعدم وجود مواقع تواصل اجتماعي, ونشر صور, وفيديوهات, لم تكونوا تسمعون بها, ولم تصلكم وكانت تمر وتنتهي باجراء التحقيقات اللازمة, دون حس ولا خبر ودون الإساءة لسمعة الوطن...
لذلك يكفي جلدا للوطن وقد أوجعناه بالسياط ..ما يحدث من جرائم فردية هنا وهناك لا تمثل الوطن ولا تمثل أخلاق الأردنيين الآصيلة , وتتناقض مع قيم مجتمعنا وثقافته , بل تمثل اصحابها ومن إفتعلها, وهذا يحدث في اي بقعة على الأرض ...إن استغلال هذه الحوادث وتداولها بهذا الشكل وكأنها نهج منظم في الاردن هو اساءة كبيرة للوطن وجريمة بحد ذاتها .....
نعم نحتاح الى اعادة النظر في بعض القرارات , لكن علينا ان نحذر من التحامل والقسوة على الوطن , والنظر اليه بنظرة سوداوية ...دعونا نفصل بين الوطن, وبين بعض الاحداث الفردية, وحتى بين ما يصدر عن أي مسؤول غير مسؤول, فالوطن فوق الجميع، بغض النظر عما يحصل الأن....
علينا أن نتحلى ولو بقليل من الصبر قبل النشر ، ولنحمل أنفسنا ولو قدرا صغير من المسؤولية، إتجاه وطن سكن فينا , قبل أن نسكنه .
حرية الرأي والتعبير لا تعني الانفلات بنقل الخبر, ولا تعني بأن نتناول قضية عبر مواقع التواصل الاجتماعي, على أنها ظاهرة , فتخلق حالة من تهييج الرأي العام , تؤدي الى بلبلة في داخل الوطن وخارجه , وتزعزع الثقة به, وحينها نكون قد انزلقنا الى فخ التواصل الاجتماعي لإستهداف الوطن .
لست أزاود على أحد بوطنيته ولا أنكرها عليه , ولكنني أرغب أحيانا, بالتفكير وإياكم بصوت مرتفع , وعرض بعضا من تجربتي وخبرتي الإعلامية , لتوضيح بعض المغالطات, وعمليات التشويش ,والتشكيك التي نعيشها, على مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا أنه , لا عذر أبدا لمن يتجاهل أهمية سمعة الوطن .
فالوطن لا تختزله فتاة ليل , ولا حادثة اطلاق نار, ولا جريمة قتل , وعندما يتعلق الامر بسمعته وأمنه تختلف هنا الموازين , فهو الثابت, وهيبته أمن لنا بلا منازع , ومصلحته فوق كل إعتبار.
المصدر : المدينة نيوز