ما قل ودل عما يجري في الاقصى
عندما تنظر الى الوسائل التي يقاوم بها الفلسطينيون احتلال بلادهم ، وتجدها منحصرة في عمليات بدائية مقابل جيش يمتلك اسلحة نووية ، فإنك تذهل من اصرار هذا الشعب العظيم على الصمود والتحرير والعودة .
وإذا بقي من مخدوع لما تحيكه اسرائيل ضد الاقصى فإننا نحيله الى ما قاله وزير الامن الاسرائيلي جلعاد اردان الذي كشف ولأول مرة عن ان ما يجري من اقتحام المستوطنين والاعتداء على المصلين إنما هو قرار سياسي يمهد للسيطرة المطلقة على المسجد ، وهو تصريح خرج كما قلنا عن عضو في الكابينت الاسرائيلي .
قال الوزير المتطرف : " لقد ضاعفنا عدد المقتحمين للأقصى ثلاثة أضعاف والقرار سياسي " وهذا التصريح نقلته صحيفة معاريف الاسبوع الماضي وانا انقله مترجما عن موقع جي بي سي نيوز ، مضيفا بأن اقتحام الاقصى في اول ايام عيد الاضحى نفذه 1729 مستوطنا وجاء بالتزامن مع ما اسماه " ذكرى خراب الهيكل " ، مذكرا ان عدد المستوطنين المقتحمين ارتفع بنسبة 17 % مقارنة مع نفس العدد من العام الماضي .
واعترف اردان بأن الشرطة نفذت التعليمات التي اتخذتها الجهات السياسية واعدا المستوطنين بأنه سيستمر في العمل على تعزيز سيطرة الاحتلال على الاقصى .
الى هذه الدرجة وصل الاستهتار الصهيوني بأمة الاسلام وامة العرب بعد أن كان الاحتلال سابقا ينفي مخططه الخبيث ، وها هو الآن يعترف صراحة وبلسان وزير من وزرائه في الحكومة المصغرة ، بأن كل ما يجري في القدس هو قرار سياسي وليس مجرد عبث مستوطنين يرغبون بالصلاة ، وهي تصريحات تصفع وجه كل محلل سياسي متفذلك ، ممن يُرجع ما يجري في القدس والاقصى فقط للانتخابات الاسرائيلية .
كل التحليلات خارج ما قاله الوزير الصهيوني مؤامرة على القدس والقضية ، والجزء الاهم والاصيل ، اسرائيليا ، هو ما فضحه جلعاد اردان ، أما فلسطينيا ، فإنه بالتأكيد هذه الارادة الشعبية الصارمة حتى وإن جاءت التعبيرات عنها بوسائل بدائية ، مع أن هذه الوسائل ليست سوى " خشبة " في عين كل من ينظر و" يتفرج " وكأن فلسطين ليست وقفا اسلاميا ، وإنما اسم لكوكب مجهول خارج درب التبانة .
جى بي سي نيوز - الاحد 18-8-2019