سخونة تحيط بنا
نحن منغمسون بالداخل، تلك حقيقة واضحة، فالنقاشات الوطنية تكاد تكون قاصرة على شأننا الجواني، وما نخشاه ان يكون هذا الانهماك بالداخل سببا في اهمال ما يجري حولنا من تطورات ساخنة.
حكومة نتنياهو، قررت، ضرب اربعة مواقع في آن واحد، حيث تم استهداف الضاحية الجنوبية في بيروت، ودمشق، والحشد الشعبي، وهناك تصعيد مستمر في غزة.
ليست الانتخابات وحدها من فرض على نتنياهو القيام بهذا التصعيد، فهناك شعور حقيقي لدى مؤسسة الحكم الاسرائيلية ان اذرع ايران باتت ناضجة ومؤذية وانه لابد من الاشتباك معها.
حدود الاشتباك، لا نعرف مداها، فهل هناك حرب، ام انها مجرد سيمفونية قائمة على قاعدة «الحامي بارد»، ام ان نتنياهو يقول لكلا من ايران واميركا انه لابد ان يحضر على الطاولة ليكون جزءاً من الصفقة والحوار؟
كلها احتمالات واردة، يجب الانتباه لها، فمساحات المواجهة تحاصرنا، ناهيك عن عودة الجماعات الارهابية للعمل في سوريا، ويقال ان الجنوب السوري يتململ باتجاه مواجهات محتملة.
اسرائيل تفكر بعمق وخصومة مع ايران، هناك خيبة امل من اداء واشنطن تجاه طهران، لذلك ارى كل احتمالات الحرب والمواجهة واردة.
ما يهمنا في الاردن ان ندرك ان هذه الاجواء التي تحيط بنا تحتاج الى استجابة خاصة، تحتاج الى فهم وخطة تقلل من الآثار والتداعيات.
اعاننا الله، فأينما تولي وجهك ترى تحديا ومأزقا، ففي الداخل تبدو الامور معقدة اقتصاديا، وفي الخارج تزداد الامور تعقيدا وتسخينا، اما في المشهد الفلسطيني فكل الاحتمالات مكشوفة وقابلة للحضور.
انها علاقات مركبة، تحتاج لسرعة وعقل بارد، تحتاج لجبهة داخلية متصالحة، وبتقديري ان اولى الخطوات اردنيا يجب ان تنصب على تصميغ الداخل ليكون اكثر استعدادا.
السبيل - الثلاثاء 27/أغسطس/2019