اطمئن «الفيسبوك» لن يحاسبك على غيابك!
إلى الأصدقاء مدمني مواقع التواصل الاجتماعي وتحديدا «الفيسبوك» في بلادنا،
أرجو أن أذكركم بأن إدارة «فيسبوك» والقائمين على باقي مواقع التواصل الاجتماعي لن تحاسبك ولن تلومك، ولن تشد أذنك في حالة عدم مشاركتك أو تعليقك على أي حدث، كما أنه لا يوجد دفتر حضور وغياب او بصمة إلكترونية تتابع حضورك اليومي.
وفي حالة نشرك لأي «بوست» أو تعليق أو وضع علامة «لايك»، فإنه لن يتم منحك وساما أو علاوة سنوية أو زيادة على الراتب أو جائزة تقديرية ولن تطلق الألعاب النارية لجهودك المضنية في النشر دون أي سبب.
البعض منكم شارك في أقل من أسبوع، وأبدى رأيه في قضايا لا يعرف عنها شيئا وهو جالس في بيته أو في عمله، وتحدث بوصفه خبيرا اجتماعيا أو اقتصاديا أو سياسيا متعدد المواهب والخبرات، يعرف الحلول لجميع المشاكل ويستغرب كيف تعجز الحكومة عن حل مسألة بسيطة قام هو بحلها وهو يجلس خلف «الكيبورد».
البعض منكم لم يترك شاردة ولا واردة، ولم تفلت أي قضية من بين أصابعه وأنامله دون أي يعلق أو أن يكتب حتى وهو موقن في قرارة نفسه بأنه لا يعرف ماذا يدور في الغرفة المجاورة له في بيته.
تحدث وصال وجال وتصبب عرقه وخاض بعبقرية استثنائية في قضية النوادي الليلية، وبنات الليل، وفي «كروز» الدخان وبحارة الرمثا، والاعتداء على خطوط المياه ورجال الأمن والدرك، وتراجع إيرادات الدولة والجمارك على سيارات الكهرباء، ونتائج التوجيهي، وإطلاق النار على الأدلّاء السياحيين، وقضية فني المختبر، ومقابلة رئيس الوزراء الأسبق عبدالله النسور وغيرها، اتهم وشتم وخون ومنح صكوك غفران ودافع وحرق أعصابه، وأكل أظافر أصابعه وأظافر قدميه، دون حتى أن يتأكد من حقيقة المهرجان الذي يرقص فيه.
نقطة أخرى هامة أصدقائي المدمنين على المشاركة «على الطالع وعلى النازل» لا يكن حديثك شيئا بينما حقيقتك شيء آخر، يعني لا داعي للظهور بمظهر مثالي وكأنك ملاك وطاهر ونقي وعفيف اليد واللسان والقلب والجوارح .. «الديرة» صغيرة وكلنا عارفين بعض «منيح»، وما في داعي تقدم لنا نفسك من الرجال الخارقين في عالم «مارفيل» الخيالي.
وفي النهاية، قيل «على بال مين ياللي بترقص في العتمة» لذلك من أجل أعصابك والسكري والضغط والبنكرياس والأثنى عشر، وبعض عوارض الزهايمر، لا تشد على حالك كثير، صحتك بالدنيا.
ودمتم.
السبيل - السبت 31/أغسطس/2019