سيراهنون على الشعب.. فلتكن الأساليب شريفة
بعد التصريحات التي أدلى بها أمس دولة رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز، فنحن أمام سيناريوهين: إما أن تصريحات الرزاز جاءت لغلق الباب أمام أي حوار أو تنازل من قبل الحكومة، وعنوان المرحلة القادمة: «طقوا راسكو في الحيط». وإما أنها مناورة وضغط نفسي على نقابة المعلمين لإحباطهم وجعل اليأس يتسلل إلى نفوسهم، ومحاولة لشق صف المعلمين، حتى تقبل بما تقدمه الحكومة، أو على الأقل أن تتنازل عن موقفها الحازم بخصوص العلاوة.
أبدت نقابة المعلمين استغرابها من تصريحات الحكومة، وهي تتسلح حتى الآن بالإجماع أو شبه الإجماع الذي يبديه المعلمون في الميدان. وأعتقد أنها المرة الأولى التي يكون فيها إضراب المعلمين بهذا الإجماع.
إذا كانت الحكومة مصرة على موقفها، وإذا كانت النقابة كذلك، فإن الأزمة مرشحة للاستمرار، والفيصل بينهما سيكون أولياء الأمور، والطرف الرابح هو الطرف الذي سيقنع الناس بأنه على حق، وأن الطرف الآخر متزمت ولا يريد حل الأزمة.
إذن؛ سيراهن الطرفان على الشعب وعلى أولياء الأمور، لكن ما نريده من الطرفين أن تكون الأساليب المستخدمة في إقناع الشعب شريفة، وتنم على احترام عقول الناس أولا، واحترام الآخر ثانيا، وأن تتاح وسائل الإعلام الحكومية وشبه الحكومية للطرفين بعدالة، وأن لا يستخدم أي طرف الأموال العامة في التحشيد لرأيه، أو إغراء البعض للوقوف معه، كما يجب عدم استخدام الأساليب الرخيصة كتشويه السمعة أو التحريض أو الشيطنة أو كيل الاتهامات دون أي دليل.
السبيل - الثلاثاء 10/سبتمبر/2019