هكذا هي السعودية وهذه مواقفها
عندما اطلقت السعودية على قمة الظهران التي عقدت منتصف آذار من العام الفائت ،اسم " قمة القدس " فإنما كان ذلك ردا على كل ما قيل عن أن السعودية وشقيقاتها الخليجيات تخلوا عن القضية المركزية للعرب والمسلمين ، وكانت قمة صارمة بحق حين جددت الخطوط العربية والاسلامية الحمر في ما يتعلق بفلسطين ، وليكون بيانها مرجعا للمواقف اللاحقة .
فما أن اعلن نتنياهو في العاشر من ايلول الجاري عن نيته ضم الاغوار للكيان العبري حتى اعلنت السعودية دعوتها لاجتماع طارئ لوزراء خارجية منظمة التعاون الاسلامي ، مستنكرة التصريح الاسرائيلي ومؤكدة على ان خطوة من هذا القبيل ستدفع الى مراجعة كافة المواقف من الكيان حاضرا ومستقبلا ، في موقف صلب وقفه الملك سلمان بن عبد العزيز في رد رسمي حاسم على الخطوة الاسرائيلية قبل وقوعها ، مما يعزز الثقة بأن الفلسطينيين ليسوا وحدهم كما يعتقد الكيان ، بل إن الاتصال الهاتفي الذي جرى بين القيادة السعودية وبين الرئيس عباس كان رسالة لا لبس فيها أوضحها الملك بقوله " نحن نقف مع قضيتكم العادلة وسنتجاوز معكم هذه الازمة ، والسعودية التي عرفتموها لم ولن تغير مواقفها الثابتة والمبدئية في دعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة " .
ويحضرني في هذا المقام ما سبق وقاله السفير السعودي في الاردن لموقع المدينة نيوز بتاريخ 18 - 6 - 2019 : " أن قرار نقل السفارة الامريكية إلى القدس هو قرار دولة وليس قرارا أمميا وهو غير ملزم ويجب ان لا نتهاون فيه ,يجب ان نعلم ايضا أنه ليس قرآنا منزلا " .
وفي الوقت الذي تعلن فيه اسرائيل نيتها ضم الاغوار نرى هذه الهجمة الجبانة بالطائرات المسيرة على المصالح النفطية السعودية ، مما يعزز الثقة بأن هدف الصفويين والصهاينة هو هدف واحد متحد ضد الامة وحاضرها ومستقبلها .
الاتصال الهاتفي بين الملك سلمان والرئيس عباس ، عزز ثقة الفلسطينيين بانفسهم وثقة العرب بقضيتهم لكون السعودية لا تتهاون ولا تنحني أمام اي ضغوط يمارسها ترامب او صهره او اي من جوقة اسرائيل التي بدأ عقدها ينفرط تدريجيا بطرد بولتون ، ومن قبله المبعوث المعتوه جرينبلانت حيث لم يبق من هذا المثلث المتطرف سوى السفير فريدمان .
لقد سبق للسعودية ان اعلنت رفضها اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة للكيان وهو الاعتراف الذي اعلن بتاريخ 6 / 12 / 2017 ورفضها اعتراف واشنطن بضم الجولان الذي اعلن بتاريخ 25 - 3 - 2019 ، والآن تأكيدها الجازم على الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس .
وبرغم انشغال السعودية بحرب ايران في اليمن ووكلائها دفاعا عن نفسها وعن الامتين العربية والاسلامية لوقف المد الصفوي الذميم الطامع باحتلال بلاد العرب ومقدساتهم ، نراها لا تفتر ولا تلين وتقف بكل قوتها مع الحق الفلسطيني والعربي والاسلامي ،لأن القدس لا تخص الفلسطينيين وحدهم ، بل تخص كل هذه الامة .
هذه هي السعودية وهكذا يجب ان تقرأ مواقفها المشرفة شأن جميع شقيقاتها الخليجيات.
جى بي سي نيوز - الاحد 15-9-2019