طريق الموت.. إلى متى؟
خسرنا فجر أول من أمس أربعة شباب من مديرية شرطة الكرك في حادث على الطريق الصحراوي .. ضربة موجعة سبقتها قبل اسبوعين فقط وفاة خمسة اشخاص في حادث مروع قرب القطرانة وقبلها بيومين وفاة شخص في حادث قرب جرف الدراويش. والمحصلة من بداية هذا الشهر وحتى الآن عشر وفيات على الطريق الصحراوي! أيكفي هذا ليهتز بدن أحد من اصحاب القرار!؟ ان يستفز الاشغال العامّة بل الدولة كلها لاتخاذ اجراءات كفؤة للحد من هذه المجزرة المستمرة. شهر ايار الماضي كان دمويا بعشر وفيات ولم يتغير شيء والعام الماضي شهد 49 وفاة. ولعل الاحصاءات تحوّل الوفيات من كوارث شخصية وعائلية رهيبة الى ارقام باردة تخفي حجم المأساة والألم والفقدان الذي سببته الحوادث. ويمكن ان تقرأ عن عدد وفيات الحوادث العام 2011 مثلا من باب المقارنة لكن لن يتجسد أمام نظرك شاب جامعي رائع في العشرين من العمر اسمه ميشيل هو ابن أخي سحقته شاحنة في تموز من ذلك العام عائدا من العقبة على نفس الطريق.
يمكن لفريق عمل متخصص ان يراجع كل الحوادث ويشخص الأسباب ويقرر كل الاجراءات الضرورية للتنفيذ فورا. طبعا هناك عوامل متداخلة للحوادث وقد يعود بعضها للسرعة واهمال السائق لكن لا بد أن الاشغال الجارية على الطريق الصحراوي والتحويلات وغياب الاحتياطات الضرورية تتحمل مسؤولية خاصّة. وبعد كل مجزرة تثور ضجّة غاضبة ونسمع عن تعهدات بالتحقيق واتخاذ اجراءات لكن بلا نتيجة. بل ان واحدة من هذه الاجراءات تكشفت عن فضيحة عندما اكتشفنا ان عملا متواضع الكلفة هو الحفاظ على الطريق نظيفة بإزالة المواد المرمية عليها مثل العجلات المهترئة وغيرها قد احيل كعطاء بعشرات الملايين ومع ذلك لا ينفذ بأمانة. هكذا يهدر المال بدل انفاقه بكفاءة لحماية ارواح الناس.
بانتظار الدخنة البيضاء!
مساء اول أمس وقفنا على رؤوس اصابعنا بانتظار الدخنة البيضاء ( النتيجة الايجابية ) من اجتماع الرئيس والفريق الوزاري في وزارة التربية مع مجلس نقابة المعلمين وخرج الجميع يتحدث عن ايجابية لقاء بلا نتيجة وهو ما تكرر في لقاء امس. الحكومة تتحدث عن الاهتمام بمستوى معيشة المعلم وايضا بتقدم العملية التعليمية ونقابة المعلمين توافق على ذلك وتؤكد عليه لكن ماذا يعني ذلك عمليا؟! رفع معيشة المعلم يعني اعطاء علاوة الـ 50 % لكن الحكومة لا تبدو في وارد إقرارها وتقدم العملية التعليمية يعني ربط الزيادات بالأداء او ما يطلق عليه نظام الحوافز وهو ما لا يقره المعلمون.
اذن كل طرف عند موقفه الابتدائي لكنهما يتبادلان المجاملات بالتوافق على العموميات والهرب من مواجهة جدّية حول الخلافات الملموسة. نكتب الآن قبل اجتماع اليوم (أمس) ونخشى ان تتكرر المراوحة والمداورة التي تمنع الرأي العام من لعب دور والضغط من اجل ما يراه حلا معقولا أو تسوية متوسطة لا يستطيع احد التنصل منها وهي على الارجح توزيع العلاوة بين مراحل وحوافز. ويفهم البعض موضوع التقييم لتحصيل الحوافز على الطريقة البائسة التقليدية في الدولة وهو اعطاء الرؤساء تقييما او نقاطا لمرؤوسيهم كما في كل الدوائر الحكومية وهو اسلوب بائس وفاسد يجب تغييره كليا.
في التعليم هناك مقياس موضوعي يمكن من خلاله قياس عطاء كل استاذ بتقييم تلاميذه كل عام وكل فصل وفي كل مادة سندا لاختبارات تقييمية مركزية توضع لها ترتيبات موثوقة.
الغد - الجمعة 20-9-2019