تقرير استخباري : قاسم سليماني في العراق .. لماذا ؟
عندما تسرب اجهزة استخبارات غير عربية اسماء الجهات التي تقف وراء الهجوم الذي تعرضت له حقول النفط السعودية ، ويترافق هذا التسريب مع معطيات وحيثيات متعددة ومتجانسة تدعم مصداقيته ، فإنه لن يعود هناك من امكانية لاستبعاد هذه الفرضية " المرجوحة" في انتظار التقرير النهائي الرسمي .
فقد ذكرت المعلومات ، وفق التسريبات التي نشرها موقع ديفكا المقرب من الاستخبارات الاسرائيلية : أن قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري هو الذي أمر وأشرف على عملية القصف الصاروخي ، وهو متواجد مع كادره في بغداد التي وصلها ليلة 16 - 9 ، واجتمع مع اربعة من زعماء الشيعة الموالين لايران وهم : هادي العامري قائد قوات " بدر" و فالح الفايد قائد الحشد الشعبي، ومع نائبه للعمليات أبو مهدي المهندس .
أما الرابع ، فقد قال التسريب انه نوري المالكي الذي وصفه التقرير بأنه اكثر الزعماء الشيعة نفوذا في جنوب العراق وسبق وتوعد اسرائيل أنها ستواجه ضربة قوية إذا لم تتوقف عن مهاجمة الحشد الشعبي ، ودارت النقاشات بين هؤلاء على محورين :
1- ما هو رد تلك المليشيات العراقية إذا قامت الولايات المتحدة والسعودية بمهاجمة أهداف داخل إيران ردا على الهجوم الذي نفذته إيران ضد المنشآت النفطية السعودية؟ .
2- ما هي ردود الفعل التي تعد لها المليشيات الشيعية العراقية ضد إسرائيل ردا على الاعتداءات التي تقوم بها الاخيرة بالصواريخ والطائرات على قواعد الحشد في العراق وسورية ؟ .
وقال التقرير : إن هذه النقاشات جرت بصورة موازية للنقاشات التي اجراها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في جده مع المسؤولين السعوديين بشأن كيفية الرد على الهجوم الإيراني على المنشآت النفطية .
والمتابع لردود الفعل الامريكية ، فإن المراقب يرى جعجة ولا يرى طحنا ، فهذا ترامب المتناقض والمتردد يبدو جبانا ضعيفا امام استحقاق الانتخابات ولا يهمه في العلاقات الخارجية سوى المال ، وكما نشرت وكالة رويترز ، فإنك تحتار كيف ان رئيسا مليارديرا تخرج من جيبه اثناء صعوده الطائرة الرئاسية ورقة " العشرين دولارا " بحيث تساءلت الوكالة : ماذا يفعل ترامب بالعشرين دولارا هذه ، مما يلخص شخصية هذا التاجر المهووس بالمال ولا شيء غير المال .
إن قدر المملكة العربية السعودية أن تدافع عن هذه المنطقة وعن مصالح العرب الاستراتيجية وأن تدفع ثمن شجاعتها ومواجهتها المستمرة للمد الصفوي الجديد بكل عزم وقوة ، وهي قادرة باذن الله على افشال كل ما يحاك ضدها من مؤامرات ، بالتعاون مع شقيقاتها في منطقة الخليج " العربي " المراد تحويله الى منطقة نفوذ فارسية خالصة .
المطلوب من الجميع في هذا الظرف الوقوف صفا واحدا كالبنيان المرصوص ، لأن المعركة هي معركة الامة باسرها وليست معركة السعودية وحدها .
جى بي سي نيوز - الاحد 22-9-2019