مات الولد
جريمة في بث حي ومباشر ارتكبت قبل تسعة عشر عاما.
لم تكن جريمة عادية، بل كانت مع سبق والإصرار والترصد وعلى مرأى وسمع العالم أجمع.
لم يجد الولد ما يحتمي به سوى ظهر والده الذي لم يجد هو الآخر ما يحتميه، فجلس القرفصاء؛ يد تلوح للمجرمين أن أوقفوا الرصاص، ويد تحاول الالتفاف على الولد لتحميه.
انهمر الرصاص كالمطر، صرخ الوالد: مات الولد مات الولد. استمر الرصاص المنهمر من قبل المجرمين الصهاينة الذين لم يجدوا غضاضة في الاستمرار بالرمي حتى لو مات الولد والوالد معا.
مشهد مقتل الطفل محمد الدرة في 30/9/2000 هزّ الضمير الإنساني، وهزّ الضمير العربي والفلسطيني، فانطلقت انتفاضة الأقصى بزخم كبير. تلك الانتفاضة التي أشعل فتيلها المجرم الإرهابي أرئيل شارون قبل يومين من جريمة قتل الدرة، حين اختار استفزاز المسلمين والعرب والفلسطينيين فاقتحم المسجد الأقصى، ودنسه هو وحراسه.
انتفض الفلسطينيون دفاعا عن كرامة المسجد الأقصى ودفاعا عن كرامة الفلسطينيين.
مات الولد، ودمه الزكي أشعل ثورة، هكذا هي الشعوب الحرة. ولكن المأساة حين لا تكون هناك قيادات بحجم الشعوب المستعدة للتضحية تستطيع استثمار
هذه التضحيات.
السبيل - الإثنين 30/سبتمبر/2019